إفتتح الامام السيّد علي الخامنئي (دام ظلّه) أعمال مؤتمر علماء الدين والصحوة الإسلاميّة بكلمة له أكّد في مستهلها أنّ الصحوة الإسلاميّة تشكّل أولوية للعالم الإسلامي وللعالم قاطبة.
وشدّد الإمام الخامنئي (دام ظلّه) على أن ما نشهده اليوم هو خروج الإسلام من الهامش واضطلاعه بدور في المعادلات، مضيفاً أنّ الرجعيّين والمستكبرين لا يريدون حتّى التلفظ بمصطلح الصحوة الإسلاميّة.
واعتبر سماحته أنّ أبعاد الصحوة الإسلاميّة ممتدّة لأكثر من صعيد ومكان وستكون بداية لمعجزات، مشيراً إلى أنّ الأمّة الإسلاميّة كانت لأكثر من مئتي عام تحت هيمنة القوى المتغطرسة. وأكّد أنّ الصبر والبصيرة هما مقدمة الفتح، وأنّ تجربة الثورة الإسلاميّة في إيران باتت في متناول شعوب العالم.
وأوضح الإمام الخامنئي (دام ظلّه) أنّ الشرارة الأولى للصحوة الإسلاميّة انطلقت عندما بدأ الاستعمار باحتلال البلدان الإسلاميّة، مبيناً أنّ الكثير من أسماء علماء الدين اللامعة كالإمام الخميني (قده) سطّروا ملاحم في مواجهة الاستعمار، وأنّ الآلاف من علماء الدين كان لهم دور كبير في اصلاح مجتمعاتهم.
وأضاف الإمام الخامنئي (دام ظلّه) أنّ الصحوة الإسلاميّة تحظى بدعم الأمّة وتزعج الأعداء، مؤكّداً أنَّ هذه الصحوة بدأت بإزعاج الغرب لكونها ستقف في وجه غطرسته .
وتابع القائد قائلاً: من الخطورة بمكان أن يركن العلماء لملذّات الدنيا، وأن تفقد الأمّة الثقة بهم، محذّراً من أنّ القوى الدولية تشير إلى مرجعيات غير موثوقة، وعلى علماء الدين الحذر من هذه المخططات.
ورأى سماحته أنّ الاهداف السامية للصحوة الإسلاميّة والخطط طويلة الأمد ستضيئ طريق الأمّة الإسلاميّة مشدّداً على أن الحضارة الإسلاميّة يجب أن تكون قائمة على العدالة .
وأكّد السيد الخامنئي (دام ظلّه) أن باستطاعتنا أن نكسر احتكار قوى الغطرسة، منوّهاً إلى أن ترجمة الأهداف السامية في المجتمع الاسلامي تتطلب توظيف تعاليم القرآن الكريم ونبذ المظاهر السلبيّة الغربية .
وفي جانب آخر من كلمته، أكّد الإمام الخامنئي على ضرورة استخلاص العبر من دروس الماضي، محذّراً من محاولات الغرب الرامية لإلصاق تهم الغطرسة والظلم بالدين الاسلامي. وقال: "إنّ الذين اعتمدوا على أميركا فشلوا في حل أدنى مشكلة من مشاكلهم، والخلافات هي إحدى الأخطار التي تهدّد الصحوة الإسلاميّة التي خسرها البعض من خلال التبعيّة لأميركا".