جاء نصّ رسالة قائد الثورة الإسلاميّة الإمام الحامنئي (دام ظلّه) كما يلي:
بسم الله الرّحمن الرّحيم
السلام على فلسطين القويّة والمظلومة، وتحيّة لشباب فلسطين الشجعان والغيارى، تحيّة لغزّة البطلة الصامدة، تحيّة لحماس والجهاد وكلّ الفصائل الجهاديّة والسياسيّة الفلسطينيّة.
أشكر الله العليّ القدير على النصر والعزة الذي أنعم بهما على المجاهدين الفلسطينيّين، وأسأل الله الباري عزّ وجل أن ينزل السكينة والطمانينة على قلوب ذوي الشهداء الثكلى، والرحمة والبشرى للشهداء، وأسال الله العليّ القدير الشفاء العاجل للجرحى وأهنئهم جميعًا بمناسبة هذا الانتصار العظيم على الكيان الصهيوني المجرم.
إنّ هذا الامتحان في هذه الأيّام القليلة وهبَ الشعب الفلسطيني هذا الافتخار الكبير. لقد أدرك هذا العدو المتوحّش والماكر بشكل واضح الآن أنّه عاجز أمام الانتفاضة الفلسطينيّة ووحدتها لقد أظهر امتحان التلاحم والوحدة بين القدس والضفة الغربيّة مع غزّة والمخيّمات وأراضي الـ 48 الاستراتيجيّة المستقبليّة للفلسطينيّين. لقد ارتكب هذا الكيان الغاشم في هذه الأيام الـ 12 جرائم كبيرة في غزة وبشكل متعمّد...
وقد أثبت عمليًا عجزه أمام مواجهة الانتفاضة الفلسطينيّة الموحّدة، لذلك فإنّه يرتكب مثل هذه الجرائم المخزية والجنونيّة التي تثير الرأي العام العالمي بأسره ضدّه وتثير الكراهية لكيانه والغرب ومن يقف معه خاصّة الولايات المتّحدة الأمريكيّة المجرمة، وتجعلها منبوذة أكثر في العالم. إنّ استمرار الجرائم والدعوة لوقف إطلاق النار كانتا هزيمتين كبيرتين للكيان الصهيوني وقد قبل هذه الهزيمة على مضض، وسوف يصبح هذا الكيان الشرير ضعيفاً أكثر.
إنّ استعداد الشباب الفلسطيني وحماسه، وقوّة الفصائل الفلسطينيّة الجهاديّة القيّمة، والاستعداد المستمر لهذه الفصائل، سيجعل من فلسطين أقوى يومًا بعد يوم، وهذا العدو الغاصب أوهن أكثر فأكثر يوماً بعد يوم. وسوف يصبح هذا الكيان الشرير ضعيفاً أكثر .
إنّ توقيت بدء المواجهات وإيقافها يعتمد على تقدير قادة الفصائل والسياسيّين الفلسطينيّين، لكن الاستعداد والصمود الكبير والقوي في ساحة الميدان لن يتوقف. يجب أن تكون تجربة "الشيخ الجراح" في مقاومة استبداد هذا الكيان الظالم والمستوطنين المرتزقة هي خطة العمل المستمرّة للشعب الفلسطيني الأبيّ والغيور. أوجّه التحية إلى رجال الشيخ جراح الشجعان .
إنّ العالم الإسلامي مسؤول بالكامل عن القضيّة الفلسطينيّة ويقع على عاتقه واجب ديني نحو القضيّة الفلسطينيّة. كما يثبت ذلك المنطق السياسي والتجارب وتوكّدها. إنّ على الدول الإسلاميّة أن تقف بصدق وحزم لدعم الشعب الفلسطيني، سواء في التعزيز العسكري للميدان، أو في الدعم المالي الذي هو حاجة ضروريّة مطلوب اليوم أكثر مما كان عليه في الماضي، أو في إعادة بناء البنية التحتيّة والدمار الذي حلّ في غزة.
إنّ دعم الشعوب ووقوفها ومتابعتها وسعيها هو الداعم لهذه المطالب الدينيّة والسياسيّة. لذلك يجب على الشعوب الإسلاميّة أن تطلب ذلك من حكوماتها، وأن هذه الحكومات هي ذاتها ملزمة بتقديم الدعم المالي والسياسي و أن تقدّم ما في وسعها للشعب الفلسطيني.
إنّ المهمّة الأخرى هي متابعة ومعاقبة الحكومة الصهيونيّة الإرهابيّة والوحشيّة. إنّ جميع الضمائر الحيّة تقرّ بأنّ الجرائم البشعة لقتل الأطفال والنساء من الفلسطينيّين في هذه الأيام الـ 12 لا يجب أن تمرّ دون عقاب ويجب محاكمة ومعاقبة جميع المسئولين في النظام للمحاكمة الدوليّة، و يجب أن يخضع المجرم نتنياهو من قبل المحاكم الدولية والمستقلة للملاحقة والمقاضاة ليأخذ جزائه على جرائمه وأنّ هذا سيتحقّق بالقدرة الإلهيّة، والله غالب على أمره.
الجمعة 9 شوال 1442
21 مايو 2021
السيّد علي خامنه اي