الجمعة 22 تشرين الثاني 2024 الموافق لـ 12 جمادى الاولى 1446هـ

» نداءات الحوزة العلمية

عام: الانتاج، الدعم، إزالة الموانع

بسم الله الرحمن الرحيم،

والحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.

يا مقلّب القلوب والأبصار، يا مدبّر الليل والنهار، يا محوّل الحول والأحوال، حوّل حالنا الى أحسن الحال.

أبارك بعيد النوروز وحلول العام الجديد لأبناء وطننا الأعزاء جميعًا، ولا سيّما عوائل الشهداء، وعائلات الجرحى، والجرحى انفسهم، والمضحّين جميعًا، كما أبارك بهذا العيد للشعوب جميعا التي تحتفل بعيد النوروز.

يتصادف عيدنا هذا العام مع الأعياد الشعبانية، فنتمنى أن يكون لهذا بركات مادية وروحية كثيرة على عامنا الجديد و(سنة) 1400 مباركة بأنّها تحتوي على يومي النصف من شعبان، وسوف يحتفل الناس مرتين في هذا العام بولادة ولي الله الأعظم، أرواحنا فداه.

انتهى عام 99 (1399 هـ.ش.) بأحداث مختلفة وأحيانا غير مسبوقة. من تلك الأحداث التي لم يسبق لها مثيل حقًا وكانت غير مألوفة لشعبنا ظاهرة "كورونا" التي أثرت بطريقة ما في حياة الشعب كافة تقريبًا، سواء الأعمال التجارية والبيئات المدرسيّة والاجتماعات الدينية ومسألة السفر والرياضة، كما أثرت في القضايا الأخرى في البلاد، ووجهت ضربة قاسية إلى العمل في البلاد.

بالطبع، الأكثر مرارة من هذا موت عشرات الآلاف من أبناء شعبنا الأعزاء، ما يعني أن عشرات الآلاف من العائلات صاروا ذوي غصة وحرقة. من هنا، أغتنم هذه الفرصة لأقدّم التعازي إلى تلك العائلات العزيزة جميعًا، وأعبّر عن مواساتي لهم. نرجو أن يمنّ الله عليهم بالصبر والأجر، وأن يشمل المتوفين برحمته ومغرفته.

كان 1399 عاما لظهور قدرات الشعب الإيراني أيضًا، مثلما في مواجهة هذا الاختبار العظيم، أي "كورونا". وللإنصاف، أظهر شعبنا العزيز، من المجاميع الطبية والصحيّة إلى الباحثين والعلماء، إلى الأفراد والجماعات الجهاديّة والخدميّة، أظهروا قدرات كبيرة في إدارة هذه الحادثة المرّة، وذلك تحت الضغط من العدو بالحد الأقصى في زمن الحظر. فرغم الحظر، وقطع الطرق المختلفة على استخدام الإمكانات في الخارج، ... كان شعبنا وعلماؤنا وأطباؤنا وممرضونا ومسعفونا والعاملون في مختبراتنا وفي أقسام الأشعة، هؤلاء الذين شاركوا في علاج الناس، إنصافا كانوا قادرين على ترك ذكرى لتجربة عظيمة، وإظهار قدراتهم العظيمة.

كذلك أظهر الشعب الإيراني قدرته على مواجهة الضغط من العدوّ بالحد الأقصى. كانوا ينوون (أقصد) أعداؤنا وفي مقدمتهم أمريكا – أن يجثو الشعب الإيراني على ركبتيه بهذا الضغط بالحد الأقصى. واليوم هم أنفسهم يقولون ورفاقهم الأوروبيّون بصراحة إنّ الضغط بالحدّ الأقصى قد أخفق. نحن كنا نعلم أنه سيخفق، وأنّنا عازمون على هزم العدو في هذا الصدد. كنا نعلم أنّ الشعب الإيراني سيصمد. لكنهم اليوم يعترفون بأنّ هذا الضغط بالحدّ الأقصى قد لاقى الهزيمة.

حسنا، كان الشعار لعام 99 هو "الطفرة في الإنتاج". إذا رغبت في إجراء تقييم، بناء على التقارير المتعدّدة الشعبيّة والحكوميّة، ومن الأجهزة المختلفة، إذ تصلنا تقارير من جهات مختلفة، إذا كنت أرغب في إجراء تقييم بناء على هذه التقارير، لا بد لي من القول إنّ هذا الشعار إلى حدّ ما، إلى حد ما، تحقق بمستوى مقبول.

أي تحققت الطفرة في الإنتاج في أجزاء من البلاد، وفي أجزاء متنوعة من قضايا البلاد، مع أنها لم تكن بالحدّ المنتظر. أي في الأماكن التي تحقق فيها هذا الشعار، وقد كان في أحيان كثيرة في البنية التحتيّة والإعمار وما شابه، لم تكن النتيجة محسوسة في الاقتصاد العام للبلاد ومعيشة الناس. أي لم تكن هذه الحركة محسوسة. لقد كنا ننتظر أن تخلق الطفرة في الإنتاج انفراجًا في وضع الناس.

طبعًا "الطفرة في الإنتاج" شعار ثوري بالمعنى الحقيقي للكلمة. إنّه شعار مهم. إذا حدثت الطفرة في الإنتاج بطريقة صحيحة في البلاد، وهي ستحدث، إن شاء الله، سيكون لها تأثيرات اقتصاديّة عميقة في البلاد وقيمة العملة وسائر القضايا الاقتصاديّة الرئيسيّة. إضافة إلى ذلك، ستوجب الثقة بالنفس الوطنيّة والرضا العام للناس، وضمان الأمن الوطني. أي الإنتاج ذو الطفرة في البلاد، إذا حدث، إن شاء الله، ونأمل أن يحدث، سوف تتحقق به هذه المضاعفات المهمّة والفوائد العظيمة.

حسنًا، لماذا لم يحدث هذا بالكامل عام 99؟ بسبب الموانع من جهة، وفقدان الدعم للإنتاج في القطاعات جميعًا من جهة اخرى. أي يحتاج الإنتاج إلى الدعم القانوني والحكومي اللازمين، وأيضًا إلى إزالة الموانع من طريق الإنتاج.

الآن، على سبيل المثال، عندما تفترضون أن معملاً يعمل بنصف قدرته، يعمل بـ30-40% مثلاً من قدرته، أو أنه معطل بالكامل، ثم بهمّة عدد من الشباب، مثلاً، يبدأ هذا المعمل العمل، بالتشجيع وما إلى ذلك، فيبدأ هذا المعمل الحركة، وبعد وصوله إلى الإنتاج يرى المرء فجأة أنّ المنافس لهذا المنتج يدخل البلاد من الخارج بطريقة ما، إمّا على أيدي المهرّب الخائن، وإمّا –للأسف- بالطرق القانونية وبسبب ضعف الضوابط القانونية.

بالطبع لا يتمّ هكذا تشجيع الانتاج ، هذا عائق امام الانتاج ، أي ما يجري فعله في الواقع يخفق ، او أيضًا غياب الحوافز ، مثل حوافز الاستثمار ، الاستثمار في الانتاج يحتاج لحوافز ، يجب تشجيع أولئك الذين يمكنهم الاستثمار على ذلك . وان يكون وضع الاعمال في البلاد على نحو يشجعهم على دخول هذه الاعمال ، أو الا تزيد تكلفة الانتاج عليهم ، وهو ما لم يحدث للأسف ، أي لم تؤخذ التوجيهات اللازمة ، لم تكن هناك مثل هذه الحوافز ، ولم يفكر في تكاليف الانتاج .

في إحدى السنوات ، ربما لم تكن 99 ، ربما قبل 98 كانت التكلفة للمنتج أعلى من التكلفة للمستهلك ، حسنًا ، هذه بعض الاشياء التي تعيق الانتاج . حسنًا لذلك بدأنا في 99 هذه الحركة الثورية بطريقة عام 1400، الذي يبدا من لحظة بدء السنة ، هو في الواقع وبحساب ما دخول الى القرن الجديد ، في الواقع ، سيبدا قرن جديد لذلك يجب النظر الى قضايا البلاد من منظور بعيد المدى ، ولابد من احتسابها بمنظور بعيد المدى .

هذا العام ، 1400 ، عام حساس ومهم ، بسبب الانتخابات التي ستجري في بدايته ، في خرداد 1400 ( يونيو حزيان 2021) ، أمامنا انتخابات مهمة ، ويمكن أن يكون لها تاثير كبير في أوضاع البلاد وأحداثها ومستقبلها ، ستأتي ادارات جديدة الى رأس العمل ، وربما مفعمة بالحيوية ، فتدخل البلاد بدوافع متنوعة وقويّة ، إن شاء الله ، وتدخل في الادارة التنفيذية لها .

لذا تجعل الانتخابات هذا العام مهمًا وحسّاسًا للغاية من جهة ، وسأتحدث عن الإنتخابات في خطاب لاحق بالطبع ، سأكتفي هنا بهذا القدر . من جهة أخرى ، أيضا الانتاج عام 99 قد تحرّك الى حدّ ما ، انتجت الطفرة في الانتاج حركة ما ، هذا العام 1400 ، فيه أرضية جيدة للازدهار الطفرة في الانتاج ، يجب الاستفادة من هذا الى اقصى حد . لابد من متابعة هذه الحركة بجدية ، ويجب تقديم كل الدعم القانوني والحكومي من الجهات جميعا الى "الطفرة في الانتاج" ولابد من فعل ذلك سواء الى حين بقاء هذه الحكومة في الحكم ، او مع الحكومة المستقبلية وبداية تسلمها ، اذ يجب ان تضع جهدها لازالة العواق وتقديم الدعم اللازم ، وان شاء الله ستكون "الطفرة في الانتاج "بالمعنى الحقيقي للكلمة في هذا العام . لذلك نظمت شعار هذا العام على هذا النحو "الانتاج ، الدعم ، إزالة الموانع " . هذا الشعار هو : "الانتاج ، الدعم ، ازالة الموانع " يجب ان نجعل الانتاج محور عملنا ، وان نقدم الدعم اللازم ، وان نزيل الموانع من طريق الانتاج ، نرجو ان يتحقق هذا الشعار على النحو المطلوب باللطف الالهي . وسوف اتحث في خطاب لاحق في هذا الشان ، ان شاء الله ، وبشان الانتخابات ايضا .

أتمنى ان تكون الروح المطهرة لامامنا "الخميني" العظيم (قدس سره) والارواح الطيبة لشهدائنا العظيمي الشان راضية عنّا ومسرورة ، وان يكون هذا العام عاما مباركا للشعب الايراني ، وان يدعو ولي العصر - ارواحنا له الفداء – للشعب الايراني ومسؤولي البلاد وافراد الناس ، وان يمنّ على الشعب الايراني بفضله ، وإن شاء الله ان يستمر بلطفه واهتمامه بالشعب الإيراني كما في السابق .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

1115 مشاهدة | 20-03-2021
جامعة المصطفى (ص) العالمية -فرع لبنان- ترحب بكم

مجلس عزاء عن روح الشهيد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورفاقه

رحيل العلامة المحقق الشــيـخ علي كـوراني العاملي (رحمه الله)

ورشة تقنيات قراءة في كتاب

ورشة تقنيات تدوين رؤوس الأقلام

ورشة أسس اختيار الموضوع ومعايير صياغة عنوان الرسالة

عزاء عن روح الشهيد جعفر سرحال

المسابقة العلمية الرابعة

دورة في مخارج الحروف العربيّة

حفل تكريم المشاركات في دورة مشروع الفكر الإسلامي في القرآن

دورة إعداد خطيبة منبر حسيني

لقاء مع المربي العلامة الشيخ حبيب الكاظمي

احتفال في ذكرى المولد الشريف

ندوة كاتب وكتاب: التاريخ السياسي والاجتماعي لشيعة لبنان

لقاء مع المستشار الثقافي لسفارة الجمهوريّة الإسلاميّة

وفد من حوزة الإمام الخميني (قده) يزور الجامعة

دعوة للمشاركة في مؤتمر الإمام الحسين (ع) والنهضة الفكريّة

صباحيّة قرآنيّة في حوزة السّيدة الزهراء (ع)

ندوة كاتب وكتاب: الله والكون برواية الفيزياء الحديثة

العدد 54-55 من مجلَّة الحياة الطيّبة