التقى قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي ظهر يوم الثلاثاء 2/1/2018م جمعاً من عوائل شهداء الجمهورية الإسلامية الكريمة. وخلال هذا اللقاء أكد الإمام الخامنئي على أهمية دور الشهداء في منح العزة والرفعة للجمهورية الإسلامية، كما أثنى سماحته على دور عوائل الشهداء واعتبر سماحته أنَّ ما قدّمته عوائل الشهداء لا يقلُّ عن ما قدّمه أبناؤهم من تضحيات وإيثار. وفيما يتعلق بالأحداث التي شهدتها الجمهورية الإسلامية مؤخراً قال الإمام الخامنئي: "لدينا كلامٌ مع شعبنا العزيز سوف أتحدث به في وقته إن شاء الله".
جاء النص الكامل لكلمة سماحته على الشكل التالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
مرحباً بكم كثيراً أيها الإخوة الأعزاء، والأخوات العزيزات، عوائل الشهداء المعظَّمة المكَّرمة، شهداء فترة الدفاع المقدس وشهداء الثورة. سيبقى هذا الشعب مديناً لأبنائكم إلى الأبد. لأنَّ كل ما حققه هذا الشعب واكتسبه طوال هذه الأعوام من عزَّة وأمن وتقدم كله وكله مدينٌ لهؤلاء الشباب الأعزاء الذين تركوا بيوتهم وعوائلهم وآبائهم وأمهاتهم وزوجاتهم وأبنائهم وكل ما لهم وساروا ليجعلوا من صدورهم دروعاً أمام العدو. وهو عدو دافع عنه العالم كله ضدَّنا وحماه، سواء الغرب أو الشرق في ذلك الوقت، أو الرجعية الإقليمية، كلهم دافعوا عن هذا العدو البعثي الخبيث ودعموه. لو لم يكن هناك شباب أبطال شجعان مضحون نظير شبابكم يذهبون ويجعلون من أنفسهم درعاً وسداً مقابل العدو لدخل ذلك العدو إلى داخل البلاد ولما أخذته الرحمة في أي شيء.
لاحظوا ما الذي يجري الآن في شمال إفريقيا وفي بعض بلدان منطقة غرب آسيا؟ ما كان سيحدث بتواجد البعثيين في إيران أسوأ عشرة أضعاف مما يحدث اليوم في ليبيا ومما يحدث منذ سنوات في سوريا، ومما يحدث في العراق منذ مدة، وما شاكل هذه الأحداث. من الذي منع ذلك وحال دونه؟ ومن الذي حال دون مثل هذه الخسارة التاريخية الوطنية الهائلة؟ إنهم شبابكم.. هؤلاء الشهداء. واعتقد أن قيمة عوائل الشهداء؛ هذا الأب الذي قدَّم ثلاثة شهداء، وهذه الأم التي قدَّمت ثلاثة شهداء، البعض قدَّموا ثلاثة شهداء، والبعض قدموا شهيدين، والبعض قدَّموا خمسة شهداء، أكثر، أعتقد أنَّ قيمة هؤلاء ليست بأقل من قيمة أولئك الشهداء. ذلك الشهيد كان شاباً وكانت مشاعره جياشة هائجة، وكان متحمساً فتقدَّم إلى الأمام، وهذان الوالدان ربّيا هذه الباقة من الورود، وتحمّلا العناء والمشاق، وأنشآه وأوصلاه إلى هذا العمر، فذهب أمام أعينهم وعاد جثمانه، وفي بعض الأحيان لم يعد جثمانه حتى.
أعتقد أنَّ شجاعة الآباء والأمهات وتضحياتهم ليست بأقل من أبنائهم، وأنا أقول دائماً لعوائل الشهداء بأني أسأل الله أن يديم ظل عوائل الشهداء على رؤوس هذا الشعب. لعوائل الشهداء حقٌ كبير، ولهم قيمةٌ عظيمة لهذا البلد، وهكذا هم الشهداء الأعزاء أيضاً. مكانتهم عند الله تعالى محفوظة في مكانها، لكن تأثيرهم ووجودهم في البلاد على جانبٍ كبيرٍ من الأهمية هو الآخر. العدو يتربص الفرص وينتظر فرصة وثغرة ليتغلغل منها. لاحظوا أحداث وقضايا هذه الأيام القليلة الماضية؛ لقد تعاضد كل الذين يخاصمون الجمهورية الإسلامية ويحملون لها السوء؛ الذي يملك المال منهم، والذي يملك السياسة، والذي يملك السلاح، والذي يملك الأجهزة الأمنية والمخابراتية، تعاضدوا جميعهم علَّهم يستطيعون إيجاد مشكلة للنظام الإسلامي وللجمهورية الإسلامية وللثورة الإسلامية.
ولدينا كلامٌ مع شعبنا العزيز حول هذه القضايا والأحداث التي وقعت خلال هذه الأيام القليلة، سوف أتحدث به في وقته إن شاء الله. أي أنَّ العداء باقٍ كما كان، وما يمكنه أن يحول دون ممارسة هذا العداء هو روح الشجاعة وروح التضحية والإيمان، والنموذج المتكامل لهذه الروح تجسَّد في أبنائكم وشبابكم، وإبدائي لمودتي ومحبتي لعوائل الشهداء نابعٌ عن إحساسٍ حقيقيٍ أكنُّه لهم. إننا نعرف قدر الشهداء وعوائل الشهداء وآبائهم وأمهاتهم وزوجاتهم وأبنائهم، ونعلم أيَّ حقٍ كبيرٍ لهم في عنق بلادنا وثورتنا ونظامنا وتاريخنا. نتمنى أن يحفظكم الله تعالى جميعاً وأن يحشر شهداءكم مع الرسول الأكرم (ص) إن شاء الله.