كلمة الإمام الخامنئي في لقاء أهالي أصفهان_16/11/2016 م
بسم الله الرحمن الرحيم (1)
والحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين لا سيما بقية الله في الأرضين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.
أنا مسرور جدًا أنه وبحمد الله قد وُفّقنا، مرة أخرى، لنحظى مجددًا بلقاء جمع من أهالي أصفهان الأعزاء والممتازين في هذه الحسينية. الحديث عن أصفهان والأصفهانيين يطول ولكن هذا اللقاء هو بمناسبة الخامس والعشرين من شهر آبان (15 تشرين الثاني)؛ لذا فإني أبدأ كلامي من هذه الذكرى.
ملحمة 25 آبان؛ الثورة والحماسة
إنّ الخامس والعشرين من آبان وحتى آخر آبان، من الأيام التي يجب ألاّ تُنسى، ليس في أصفهان وحسب، بل في كل أنحاء البلاد وتاريخها ومعارفها؛ في الخامس والعشرين من آبان في العام 1361 ه.ش ( 16/11/1982) قام الأصفهانيون بتشييع حوالي 360 شهيدًا في يوم واحد؛ هذا ليس أمرًا بسيطًا. حوالي 360 شهيدًا أُحضروا إلى أصفهان في يوم واحد وشُيعوا على أكتاف الأهالي. أنتم أيها الشباب لم تكونوا موجودين، لم تروا تلك الأيام، لم تشاهدوا تلك الملحمة وذلك الشغف والحماس. بعد أيام أيضًا- حين نقول لآخر آبان، ولعلّه لم نكن قد وصلنا إلى الـ30 منه بعد- أُحضرت جثامين 250 شهيدًا آخرين؛ وقام الناس بتشييعهم أيضًا، حملوهم فوق الأكتاف بكل قوة ومتانة، أظهروا قدرة هائلة؛ فالأمر يحتاج إلى طاقة عالية، يلزمه الكثير من التحمل، المقدرة الروحية أرفع من المقدرة الجسدية والاجتماعية. أن يقوم أهالي مدينة ما بحمل جثامين أبنائهم وشبابهم، بل خيرة الشباب، على أكتافهم وتشييعهم دون أن يرّف لهم جفن ولا يهِنوا؛ ولا يضعفوا هذا أمر بالغ الأهمية.
لا تسمحوا بتهميش هذه المآثر!
إن كُتب هذا في التاريخ وأُخبرنا عنه في الكتب، فلن نصدّقه بسهولة، ولكنّنا شاهدنا هذا بأعيننا. كيف تحمّلوا هذا؟ في ذلك اليوم الذي شُيّع فيه حوالي 360 شهيدًا وفي غد ذلك اليوم، اصطفّ الشباب في طوابير طويلة للالتحاق بالجبهة وانطلقوا للقتال. الفرقتان اللتان كانتا في أصفهان ومدن محافظة أصفهان- فرقة الإمام الحسين (عليه السلام) وفرقة النجف- امتلأتا مجددًا واستعادتا قوتيهما بجمع الشباب المؤمن والمضحّي. لم يمنع الآباء والأمهات أبناءهم، ولا الشباب تردد وتراجع. استعادت الفرقتان المقتحمتان لخطوط التماس واللتان تعرّضتا لتلك الخسارة الثقيلة، عديدهما وتشكيلهما بقوة. في عمليات "محرم" كان أكثر الشهداء أصفهانيين؛ هذه هي أصفهان. يجب ألاّ تسمحوا بنسيان هذه المآثر.
أعزائي! اعلموا أن إحدى النقاط الأساسية لهجوم أعداء هذا البلد وأعداء الثورة، هي تهميش وإغفال هذه النقاط البارزة؛ إنهم يركزون ويراهنون على أن تُنسى هذه الأحداث. أنتم تشاهدون كيف أنه عندما يوجد شهيد ما في البلد الغربي والأوروبي الفلاني- ولا شأن لنا الآن كيف كان قد استشهد؛ قُتل في سبيل دافع ما- لا يسمحون أن يُمحى اسمه من الكتب، لا يقبلون أن يزول ذكره من الأذهان؛ فلماذا نسمح نحن بأن تُنسى هذه الحركة العظيمة لأهالي أصفهان؟ هذه هي أصفهان.
حسنًا، هذه الأيام تتزامن مع أيام الأربعين. هل تشاهدون هذه المسيرة؟ هذه الحركة المليونية العظيمة بين النجف وكربلاء، بين النجف والإمام الحسين؟ هل تلاحظون هذا الشغف وهذا الشوق؟ هل ترون هذه الحركة؟ عند اللزوم وحين تكون هذه الحركة مصحوبة بالخطر أيضًا، فإن هذا الشوق والشغف لدى شعبنا وناسنا وشبابنا سيكون موجودًا أيضًا؛ يجب المحافظة على هذا الأمر، فهو الضامن لبقاء هذا البلد.
مدينة رائدة سبّاقة
حسنًا، طالما أشار جناب السيد "طباطبائي" في طيات كلامه إلى أنّي أنا العبد لديّ كلام حول مناقب أصفهان وأهل أصفهان؛ هذا هو الواقع. أصفهان مدينة العلم، مدينة الدين، مدينة الولاية، مدينة العمل والإبداع، مدينة الفن والثقافة، مدينة الشهادة؛ محافظة الشهادة. حين نقول مدينة فالمقصود مجموع أنحاء محافظة أصفهان، بمركزية هذه المدينة العريقة والأصيلة والمفعمة بالافتخارات. إن "خميني شهر" (مدينة الخميني) في أصفهان والتي هي واحدة من مدن المحافظة، قدمت شهداء أكثر من بعض محافظات البلاد. وقد أحيوا مؤخرًا ذكرى أكثر من ألفي شهيد من شهدائها. إحدى مدن أصفهان قدمت شهداء أكثر من محافظة؛ إنّ لهذا معنى خاصًا. لماذا يستشهدون؟ لماذا يذهبون للقتال؟ ما هو هذا الدافع؟ أيّ روحية هذه؟ إنها مدينة رائدة وسبّاقة.
مدينة الثورة والطاقات الإنسانية
لقد أشار السيد إلى أعمال أهالي أصفهان في مجال الاقتصاد المقاوم؛ نعم، أنا العبد أيضًا أعتقد بهذا؛ إن أهالي أصفهان أيديهم مبسوطة سخاءً في الإنفاق- إنفاق المال في سبيل الله- بحيث يسبقون الآخرين ولكنهم يقتصدون في مصاريفهم المعتادة، وفي هذا المجال أيضًا يسبقون الآخرين؛ كِلَا الأمرين جيدان. أن نقوم بالاقتصاد وضبط المال عند الإنفاق في الحياة الشخصية والمعتادة، هذه ميزة أصفهانية؛ وأن نسخى ونبسط اليد عندما ننفق في سبيل الله والأعمال العامة، وهذه أيضًا ميزة أصفهانية. هكذا هم فاعلو الخير في المجالات المختلفة في أصفهان. إنها مدينة الاحتراف والدقة، مدينة الفن، مدينة الشهداء العظماء والمعروفين؛ شهيد مثل آية الله بهشتي من ناحية، ومن ناحية أخرى شهداء كالشهيد "خرّازي" والشهيد "همت" والشهيد "ردّاني بور" وعظماء مشهورين يليق بكل منهم أن يكون مشعلًا ينير طريق شعب ويشق دربه. هذه مناقب رفيعة، هذه هويتكم؛ بطاقة هوية أهل أصفهان. الصمود في الطريق الصحيح، إنها مدينة الثورة. قبل انتصار الثورة وفي عهد الطاغوت، أُعلنت الأحكام العرفية في عشر أو خمس عشرة مدينة؛ أعلنت الأحكام العرفية في أصفهان قبل أشهر وقبل كل المدن الأخرى؛ هذه هي أصفهان. هذه هي بطاقة هوية أصفهان؛ مدينة الثورة، مدينة الدين، مدينة الولاية، مدينة الخدمة، مدينة العمل، مدينة إعداد الطاقات الإنسانية. وقد ذكرت للأصدقاء في اجتماعنا في تلك الصالة قبل هذا اللقاء، أنّ حضور الطاقات والموارد البشرية الأصفهانية المستعدة هو حضور قوي وواضح ومميز؛ يجب المحافظة على هذه المميزات.
العدو يخطط؛.. حذار الغفلة
فليعلم كل شبابنا الأعزاء أنّ العدو لا يقعد عاطلًا عن العمل، بل يرسم الخطط؛ الفنّ هو في أن نعرف خطة العدو ومؤامراته وهدف هجومه, وأن نعد خطة لمواجهته ومقاومته وإبطال مفعول خططه ومشاريعه، أن نمتلك الدافع، أن نمتلك الفكر. إن التراخي مقابل العدو هو بابٌ تدخلُ منه كل أنواع الآفات والمشاكل إلى أي بلد. إننا نريد، وببركة الإسلام أن نوصل بلدنا إلى القمة؛ إننا نريد أن نوصل الشعب الإيراني- وكما يليق بهذا الشعب- إلى نقطة يكون فيها نموذجًا؛ ليس فقط [نموذجًا] للعالم الإسلامي والشعوب الإسلامية، بل لكل البشرية؛ حسنًا، إن هذا عمل كبير، هذا طريق شاق وطويل. أعداء الإسلام لا يريدون أن يحظى اسم الإسلام بهكذا عظمة وازدهار، وكذلك أعداء الشيعة لا يريدون هذا؛ ولهذا فإنهم يجتمعون, ويدبرون المكائد والمؤامرات ويتحركون ويرسمون الخطط. يجب عدم الغفلة عن مخططاتهم.
الاستقامة والثبات على اصول الثورة
إن ما أعتبره الحاجة الأساسية اليوم، هو الثبات على أصول الثورة بالدرجة الأولى. أصول الثورة هي تلك الأمور الموجودة في وصية الإمام وفي بيانات الإمام وخطبه؛ هذه أسس الثورة وأركانها. إني أوصي الشباب: اقرأوا وصية الإمام؛ أنتم لم تروا الإمام غير أنّه متجسّد في هذه الوصية؛ متجسدٌ في هذه البيانات والأحاديث. إن مضمون حركة ذلك الإمام الذي استطاع أن يزلزل العالم، تلك الأمور الموجودة في هذه الوصية وما شابه؛ لا يمكن تأويل الإمام، لا يمكن تفسير الإمام على خلاف ما كان هو عليه، إن كلامه موجود. المطلوب الاستقامة والثبات على أصول الثورة.
لقد قلت في ذلك اليوم لجمع من الشباب المتعلم والنخب التي كانت هنا بأن هذا الموقف ليس نابعًا من العناد أو التعصب وحميّة الجاهلية، بل يعني أنّه إذا أراد هذا البلد أن يزيل عن وجهه الغبار الذي فُرض عليه لقرون عدة ، يجب عليه أن يسير في هذا الطريق. إذا أردنا أن تُحلّ مشاكل هذا البلد، إذا أردنا أن يتمتع هذا البلد بالعزة والرفاه، أن يصبح هذا البلد نموذجًا وقدوة في مجالات التقدم المادي والمعنوي والأخلاقي والثقافي، يجب علينا أن نتابع درب الثورة؛ إن الثورة كانت طريق العلاج الوحيد لهذا البلد وهي هكذا الآن, وستكون كذلك في المستقبل أيضًا.
من الأشياء المهمة على الصعيد العملي حاليًا، مسألة الاقتصاد؛ لقد ركّز العدو على اقتصاد بلدنا. بنظر العدو، فإن اقتصاد البلاد هو نقطة ضعف يمكنه من خلالها الوصول إلى أهدافه المشؤومة في بلدنا العزيز -الجمهورية الإسلامية؛ يجب الانتباه والعمل على الاقتصاد. أنا قلت الاقتصاد المقاوم، أي الاقتصاد الذي ينبع من الداخل ويقلّل حاجتنا للآخرين ويضاعف متانة البلاد في وجه الهزات الخارجية؛ هذا هو معنى الاقتصاد المقاوم. "الاقتصاد المقاوم، إقدام وعمل"، يجب وضع هذا الإقدام والعمل أمام أعين الناس ليروا ويلمسوا إنجازاته؛ هذا توقّعنا وطلبنا من المسؤولين ونحن نطرحه ونقوله لهم في لقاءاتنا؛ نحن نكرّر هذه المسائل دومًا مع المسؤولين. يجب إظهار معالم الاقتصاد والعمل.
البصيرة السياسية؛ لا جاذبية لأمريكا!
من الأشياء الضرورية والمطلوبة اليوم، البصيرة السياسية؛ بصيرة سياسية! تأملوا؛ عندما تكون هناك بصيرة، يتمكن الإنسان من أن يعرف البنية المحيطة به ومحيطه القريب والبعيد؛ هذا معنى البصيرة. عندما لا تكون هناك بصيرة ينجذب الإنسان لشيء لا جاذبية له في الواقع؛ البعض منجذب لأمريكا، لكن هذا الانجذاب هو انجذاب كاذب؛ أمريكا لا تمتلك أي جاذبية. هذا ما كنا نقوله نحن؛ ثم شاهدتم فيما بعد، في هذه الانتخابات (الأمريكية)، كيف قامت أبرز الشخصيات السياسية في ذلك البلد لتقول الأشياء نفسها التي كنا نقولها، بل أكثر منها بأضعاف مضاعفة، هذا الرئيس الذي تم انتخابه في أمريكا (دونالد ترامب) يقول إنّنا لو أردنا أن ننفق تلك الأموال التي صرفناها نحن الأمريكيين في السنوات الماضية على الحروب، داخل أمريكا، لكنّا تمكنا من إعادة بناء أمريكا لمرتين! ولما كان لدينا كل هذه الجادات الخربة، كل هذه الجسور والسدود والمدن الخربة، ولما كان لدينا كل هؤلاء الفقراء في أمريكا. أولئك الأشخاص المنجذبون لتلك النقطة الخيالية، هل هم مستعدون لفهم هذا؟ كل هذا الخراب في تلك البلاد ولكن أموالها تُنفق في أعمال غير شريفة؛ هل هذه الحروب التي يقول إنّنا أنفقنا عليها تريليونات من الدولارات- يقول نحن صرفنا مليارات عدة - هل كانت حروبًا شريفة؟ الحرب نوعان؛ حرب شريفة يحترم الإنسان فيها القوانين الإنسانية؛ حسنًا، يهاجم عدوّ ما إنسانًا، فيضطر الإنسان أن يقاتل، هذه حرب شريفة، لكن تلك الحرب التي أشعلتها أمريكا خلال السنوات الماضية في هذه المنطقة، لم تكن حربًا شريفة. هدّموا بيوت الناس، قتلوا آلاف الأبرياء العزّل. قتلوا النساء والأطفال، ألقوا القذائف والصواريخ، قصفوا مجالس العزاء ومراسم الزفاف، هدّموا البنى التحتية لبلدان عدة. انظروا ماذا فعلوا بليبيا وسوريا والعراق واليمن وأفغانستان! هذه التريليونات صرفت على هذه الأمور، هذا الكلام الذي كنّا نقوله دومًا. البصيرة هي أن تعرف من هو الذي تواجهه، أن تعرف ماذا يفكر بالنسبة إليك، بأن تعلم أنك إن أغمضت عينيك ولم تفكر، فإنك ستتلقى ضربة موجعة؛ هذه هي البصيرة. ما نتوقعه من النخب السياسية وغير السياسية في البلاد أن تمتلك هذه البصيرة، ولحسن الحظ فإن الناس تتمتع بهذه البصيرة. ما هو مثير للتعجب! أنّ الناس العاديين وجماهير الشعب لديهم هذه البصيرة السياسية، لكن بعض نخبنا, واعتمادًا على أوهامهم، لا يمتلكون هذه البصيرة.
أمريكا هي أمريكا!
بالتأكيد فأنا العبد الآن ليس لدي تعليق وحكم حول هذه الانتخابات التي جرت في أمريكا. أمريكا هي أمريكا! سواء هذا الحزب أم ذاك الحزب. كلاهما وصل إلى السلطة، ولم يصلنا منهما أي خير، بل أوصلا الشر؛ أحدهما فرض الحظر والآخر أسقط طائرة مدنية، أحدهما قصف منصات النفط والآخر دعم أعداءنا. نحن لسنا قلقين؛ بتوفيق الله نحن جاهزون لمواجهة أي حدث محتمل. في العالم، البعض أقام مأتمًا وعزاءً لما حدث في انتخابات ذلك البلد؛ البعض فرح واحتفل. أما نحن فلا نقيم مأتمًا ولا نحتفل ابتهاجًا! بالنسبة إلينا لا فرق بينهما. نحن نفكر كيف يجب علينا أن نخلّص البلاد من المشاكل المحتملة؛ على الشعب أن يفكر بهذا، إن سبيل العبور والخلاص من جميع المشاكل المحتملة للبلاد؛ سواءً في هذا العهد، أو بعد عشر سنوات، أو بعد خمسين سنة؛ هو أن يكون البلد قويًا متينًا من الداخل. انظروا وفكروا كيف تتحقق القوة والمتانة. المتانة الداخلية للنظام هي الأصل الأساس؛ سواء المتانة السياسية أو المتانة الاقتصادية وكذلك المتانة الثقافية. والأعلى من ذلك كله المتانة الروحية والنفسية للأفراد وخاصة النخب وبالأخص المسؤولين الكبار في البلاد. إذا وجدت هذه المتانة، فلا يمكن لأي خطر أن يهدّد البلاد. هذه البلاد مستعدة جاهزة لمواجهة كل الأخطار. على شبابنا الأعزاء أن يتابعوا هذا المسار المبارك ذا الروحية الثورية. المناقشات والصراعات والنزاعات الهامشية والأشياء الصغيرة والتفصيلية وما شابه، كلها ليست قضية البلاد؛ إن قضية البلاد هي الروحية الثورية؛ قضية البلاد هي التوجه الثوري؛ وعلى الصعيد العملي والتخطيطي، فإن قضية البلاد هي الاقتصاد وهذا ما كررناه مرارًا، هي التقدم العلمي وقد كررنا هذا مرارًا، القضية هي الاتحاد والانسجام بين أبناء الشعب وهذا أيضًا ما كنا نقوله ونردّده. هذه هي القضايا الأساس للبلاد.
امتحانات بنّاءة.. والغد أفضل
إن أهالي أصفهان في الماضي البعيد والقريب وبحمد الله قد خرجوا من الامتحانات ناجحين موفّقين مرفوعي الرأس. في الامتحانات الصعبة التي تعرضت لها أصفهان في الماضي البعيد والقريب، كانت امتحانات بنّاءة، الامتحان هو تمرين، الامتحان الإلهي هو تمرين، أي مناورة. القيام بمناورة وتدريب يدل الإنسان على نقاط ضعفه فيسعى للقضاء على نقاط الضعف وتحويلها إلى نقاط قوة؛ هذا ما هو موجود للشعب الإيراني. وبحمد الله فإن أصفهان هي رائدة وسبّاقة في هذا المجال. نأمل أن يبقى الوضع هكذا دائمًا.
أعزائي! اعلموا أنّ غد هذا البلد سيكون أفضل من يومه بدرجات، وبفضل الله وقوته فإن هذا البلد، وببركة الثورة وبركة الآيات الإلهية وبركة الاعتماد على القرآن والإسلام وتعاليم أئمة الهدى (عليهم السلام)، سيتمكن من التغلب على جميع المشاكل ويتقدم إلى الأمام, والأمل بأن هذا ما سيكون إن شاء الله.
نحن فرحون جدًا بزيارتكم أيها الأعزاء من الإخوة والأخوات. بلّغوا سلامنا إلى جميع الإخوة والأخوات في أصفهان.
والسلام عليكم ورحمة الله
1- في بداية هذا اللقاء- الذي أقيم بمناسبة الذكرى السنوية لتشييع جثامين 360 شهيدًا في عمليات محرم في الخامس والعشرين من شهر آبان 1361 ه.ش (16/11/1982) في أصفهان- ألقى آية الله السيد يوسف طباطبائي (إمام الجمعة وممثل الولي الفقيه في أصفهان) كلمة في محضر سماحة القائد والجمهور الحاضر في حسينية الإمام الخميني (رضوان الله عليه).