قدّم الإمام الخامنئي (دام ظلّه) في رسالته بمناسبة حلول السنة الإیرانیة الجدیدة التهاني لجمیع أبناء الشعب لا سیّما أسر الشهداء والمضحّین وسمّی العام الإیراني الجدید بـ "عام الاقتصاد المقاوم، الاقدام والعمل".
وأشار سماحة الإمام الخامنئي (دام ظلّه) إلی تقارن ذکری میلاد الصدّیقة الطاهرة فاطمة الزهراء "ع" مع بدایة ونهایة السنة الایرانیة الجدیدة، معرباً عن أمله بأن یکون هذا العام عاماً مبارکاً للشعب الایراني، و"أن نستمد من معنویات هذه السیدة العظیمة، ونستلهم من إرشاداتها وحیاتها".
وفي معرض تقییمه للعام الفائت قال سماحته: "إنّ العام الماضي وکسائر الأعوام کان مزیجاً من المرارة والحلاوة والصواعد والنوازل و"الفرص والتهدیدات" من مرارة حادث منی إلی حلاوة مسیرات 22 بهمن مسیرات ذکری انتصار الثورة الإسلامیّة وانتخابات 26 شباط، مجلسي الشوری الإسلامي وخبراء القیادة، إلى تجربة الاتفاق النووي والآمال التي بعثها والهواجس التي رافقته، تعدّ کلها من أحداث العام الماضي".
وأشار سماحته إلی الآمال والفرص والتهدیدات التي قد نواجهها في العام الایراني الجدید، وقال "المهم هو أن نستغل الفرص بکلّ ما للکلمة من معنی وأن نحوّل التهدیدات إلی فرص بحیث نشعر بتغییر في نهایة العام. وما من شك فإنّنا ومن أجل تحقیق الآمال یجب أن نبذل جهوداً ونعمل لیل نهار ونسعی ونعمل بدون توقّف".
ولفت الإمام الخامنئي (دام ظلّه) إلی العامل الأساس في الحرکة العامة للشعب الإیراني، وقال إنّ الشعب لا بدّ أن يعمل حتى یحمي نفسه في مقابل تهدیدات الأعداء، وأن تصل إمکانیة تعرّضه للصدمة والضرر من جانب العدو إلى الصفر.
وأضاف سماحته إنّ "الأولویّة لا بد أن تکون لموضوع الاقتصاد"، إاّنه إن "استطاع الشعب والحکومة وجمیع المسؤولین أن یقوموا بالأعمال الصحیحة والمتقنة والدقیقة فی الحقل الاقتصادي، حینها سیکون هناك أمل بأن تترك جمیع هذه الأعمال تأثیرها علی القضایا الأخری بما فیها الاجتماعیة والقضایا الأخلاقیّة والثقافیّة".
ووصف سماحته "الانتاج المحلّي" و"توفیر فرص العمل والقضاء علی البطالة" و"التحرّك والازدهار الاقتصادي والتصدّي للرکود بأنّها من القضایا الرئیسیّة في الاقتصاد"، وقال إنّ "هذه هي مطالب الشعب وإنّ الإحصاءات والتصریحات التی یدلي بها المسؤولون کلّها تشیر إلی أنّ الشعب محقّ في مطالبه".
ووصف سماحته "الاقتصاد المقاوم بأنّه علاج للمشاکل الاقتصادیّة واستجابة لمطالب الشعب"، وقال "یمکننا بالاقتصاد المقاوم مواجهة البطالة والرکود والصمود أمام تهدیدات الأعداء وتوفیر العدید من الفرص للبلاد والافادة منها".
وقال الإمام الخامنئي (دام ظلّه) إنّ "الشرط في تحقیق هذا النجاح یکمن فی العمل والاجتهاد علی أساس الاقتصاد المقاوم"، معتبراً أنّ "الاقدام العملي هو واجب یقع علی عاتق جمیع المسؤولین في مجال الاقتصاد المقاوم"، وقال لا بد أن نعمل علی مواصلة برامج الاقتصاد المقاوم کي یری الشعب ثمار ذلك علی أرض الواقع".
ووصف سماحته "الاقتصاد المقاوم، الاقدام والعمل" بالطریق القویم والمشرق الذي یساعد علی سدّ احتیاجات البلاد معرباً بذلك عن شکره لجمیع العاملین فی هذا الحقل، قائلاً إنّنا "لا نتوقع بأن یحلّ هذا الإجراء جمیع المشاکل خلال عام واحد لكنّنا نؤمن أنّنا يمكن أن نرى ونحصد ثمار العمل والإقدام إن رافقه التخطیط الدقیق".