فضيلة شهر رجب
1- شهر رجب الحرام دورة تدربية ينبغي الاشتراك فيها للإستعداد لشهر الله تعالى.
2- شهر رجب هوَآخر الأشهر الحرم في السنة باعتبار أن أول أشهر السنة هوَشهر رمضان.
3- شهر رجب عظيم البركة كانت الجاهلية تعظمه وجاء الإسلام بتعظيمه.
4- شهر رجب هوَالشهر الأصم لأنه لا يُسمع فيه ما يُسمع عادة في الحروب..
5- شهر رجب يسمى الشهر الأَصَبْ لأن الله يصُّب فيه الرحمة على عباده.1
6- لشهر رجب مكانة عظيمة لاشتماله على ذكرى مبعث رسول الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومولد ولي الله علي بن أبي طالب عليه السلام.
عن الإمام أبي الحسن عليه السلام: "رجب شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات ويمحوَالسيئات". 2
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تعالى نصب في السماء السابعة ملَكاً يقال له الداعي، فإذا دخل شهر رجب نادى ذلك الملك كل ليلة منه الى الصباح يقول: "طوبى للذاكرين، طوبى للطائعين"، (يعني هنيئاً) ويقول الله تعالى: "أنا جليس من جالسني ومطيع من أطاعني وغافر من استغفرني. الشهر شهري والعبد عبدي..والرحمة رحمتي، فمن دعاني في هذا الشهر، أجبته وجعلت هذا الشهر حبلاً بيني وبين عبادي، فمن إعتصم به وصل إليّ".3
الخطوات التحضيرية لدخول شهر رجب
1- مراجعة مفاتيح الجنان باب أعمال شهر رجب.
2- قراءة مراقبات شهر رجب من كتاب المراقبات للملكي التبريري.
3- التشدد في مراعاة الصلاة أول الوقت.
4- تشجيع الأرحام والجيران والزملاء وحثهم على الصيام.
5- مراجعة منهج التعامل مع الأرحام والجيران وزملاء العمل وتحسينه بَدْءاً من الغد.
6- التسامح ممن أخطأت بحقه خلال العام المنصرم.
7- نزع الغل من القلب اتجاه الأرحام والجيران وزملاء العمل وتصفية النية.
8- الاستعانة بالله والتوسل بأهل البيت عليهم السلام للتوفيق في تحصيل رضا الله عز وجل في هذا الشهر.
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا إنّ رجب شهر الله الأصمّ وهو شهر عظيم، وإنّما سمي الأصم لأنه لا يقاربه شيءٌ من الشهور حرمة وفضلاً عند الله، وكان أهل الجاهلية يعظمونه في جاهليّتهم فلمّا جاء الإسلام لم يزدد إلا تعظيماً وفضلا". 4
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن في الجنة قصراً لا يدخله إلا صوّام رجب". 5
الأعمال العامة في شهر رجب
أولاً: الصوم
1. عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا فمن صام من رجب يوماً إيماناً واحتساباً استوجب رضوان الله الأكبر، واطفأ صومه في ذلك اليوم غضب الله، وأغلق عنه باباً من أبواب النار، ولوَ أُعطى ملءَ الأرض ذهباً ما كان بأفضل من صومه، ولا يستكمل أجرَه بشئ من الدنيا دون الحسنات إذا أخلصه لله، وله إذا أمسى عشر دعوات مستجابات إن دعا بشئ من عاجل الدنيا أعطاه الله، وإلا ادخر له من الخير أفضل ما دعا به داعٍ من أوليائه وأحبائه وأصفيائه". 6
2. عن أبي الحسن موسى عليه السلام انه قال: "رجب نهرٌ في الجنة أشد بياضاً من اللّبن وأحلى من العسل، من صام يوماً من رجب سقاه الله من ذلك النهر". 7
ثانياً: بديل الصوم لمن يعجز عنه
روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يؤكد على أهمية صوم الشهر، فسئل صلى الله عليه وآله وسلم: يا نبيَّ الله فمن عجز عن صيام رجب بضعفٍ أوَعلة كانتا به... يصنع ماذا لينال ما وصفتَ؟ قال: يتصدق عن كل يوم برغيف، والذي نفسي بيده أنه من تصدَّق بهذه الصدقة كل يوم، ينال ما وصفتُ وأكثر لأنه لوَاجتمع جميع الخلائق كلهم من أهل السماوات والأرض على أن يقدّروا ثوابه قدر ثوابه ما بلغوا عُشر ما يصيب في الجنان من الفضائل والدرجات" قيل: يا رسول الله فمن لم يقدر على الصدقة يصنع ماذا لينال ما وصفت؟.. قال: يُسبِّح الله في كل يوم من أيام رجب إلى تمام الشهر هذا التسبيح مائة مرة: "سبحان الإله الجليل سبحان من لا ينبغي التسبيح إلا له سبحان الأعز الأكرم سبحان من لبس العز وهوَله أهل". 8
ثالثاً: صلاة كل ليلة
وهذه الصلاة ركعتان حيث ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من صلى في رجب ستين ركعة، في كل ليلةٍ منه ركعتين، يقرأ في كل ركعة منها فاتحة الكتاب مرة وقل يا أيها الكافرون ثلاث مرات وقل هوَالله أحد مرة، وإذا سلم منهما رفع يديه وقال "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت ويميت ويحي وهوَحي لا يموت بيده الخير وهوَعلى كل شيءٍ قدير وإليه المصير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم صلِّ على محمد وآل محمد النبي الأمي" ويمسح بيديه وجهه فإن الله تعالى يستجيب له الدعاء ويعطيه ثواب ستين حجة وستين عمرة. 9
رابعاً: الأدعية اليومية
هناك أدعية يستحب قراءئها في كل يوم من أيام رجب، ويُدعَى بها بعد كل فريضة:
1. دعاء: يا من أرجوه لكل خير..
عن محمد السجاد في حديث طويل، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام، جعلت فداك هذا رجب علمني فيه دعاءً ينفعني الله به، قال: فقال لي أبوَعبد الله عليه السلام:أكتب بسم الله الرحمن الرحيم، وقل في كل يوم من رجب صباحاً ومساء، وفي أعقاب صلواتك في يومك وليلتك:"يا من أرجوه لكل خير، وآمن سخطه عند كل شر، يا من يعطي الكثير بالقليل، يا من يعطي من سأله، يا من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه تحنناً منه ورحمة، أعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا وجميع خير الاخرة، واصرف عني بمسألتي إياك جميع شر الدنيا وشر الآخرة، فإنه غير منقوص ما أعطيت، وزدني من فضلك يا كريم". قال: ثم مد أبوَعبد الله عليه السلام يده اليسرى فقبض على لحيته ودعا بهذا الدعاء وهوَيلوذ بسبابته اليمنى، ثم قال: بعد ذلك: "يا ذا الجلال والإكرام يا ذا النعماء والجود، ياذاالمن والطَّوْل، حرم شيبتي على النار". وفي حديث آخر: ثم وضع يده على لحيته ولم يرفعها إلا وقد امتلأ ظهر كفه دموعا. 10
2. دعاء: خاب الوافدون على غيرك..
الدعاء الثاني من الأدعية اليومية التي تقرأ في كل يوم من شهر رجب فعن أبي عبد الله عليه السلام، أنه كان إذا دخل رجب، يدعوَ بهذاالدعاء في كل يوم من أيامه: "خاب الوافدون على غيرك، وخسر المتعرضون إلا لك، وضاع الملمّون إلا بك، وأَجْدَبَ المنتجعون11 إلا من انتجع فضلك، بابك مفتوح للراغبين، وخيرك مبذول للطالبين، وفضلك مباح للسائلين، ونيلك متاح للآملين، ورزقك مبسوط لمن عصاك، وحلمك معترض لمن ناواك، عادتك الإحسان إلى المسيئين، وسبيلك الإبقاء على المعتدين. أللهم فاهدني هدى المهتدين، وارزقني اجتهاد المجتهدين، ولا تجعلني من الغافلين المبعدين، واغفر لي يوم الدين". 12
3. دعاء: يا من يملك حوائج السائلين..
وهومن الأدعية العامة في شهر رجب، أي الأدعية التي تقرأ كل يوم من هذا الشهر.وهومروي عن الإمام زين العابدين عليه السلام، دعا به في الحجر أي في حجر اسماعيل في غرة رجب والدعاء كما يلي: "يا من يملك حوائج السائلين ويعلم ضمير الصامتين لكل مسألة منك سمع حاضر وجواب عتيد اللهم ومواعيدك الصادقة وأياديك الفاضلة ورحمتك الواسعة فأسالك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تقضي حوائجي للدنيا وَالآخرة إنك على كل شيء قدير".
4. الدعاء الرابع
من أدعية شهر رجب التي يدعى بها كل يوم وهوَالدعاء الذي يبدأ بقوله عليه السلام: "أللهم ياذا المنن السابغة" 13
خامسا: الذكر(التهليل والإستغفار)
من المستحبات في شهر رجب أن يقول الإنسان في جميع الشهر ألف مرة "لا إله إلا الله" وثواب هذا التهليل ثواب عظيم ورد الحث عليه روي أن من قاله.. كتب له مائة ألف حسنة، وبني له مائة مدينة في الجنة. 14
ومنها أن يقول في الشهر كله ألف مرة "أستغفر الله ذا الجلال والإكرام من جميع الذنوب والآثام".
وفي رواية: "من استغفر الله تعالى في رجب وسأله التوبة سبعين مرة بالغداة وسبعين مرة بالعشي، يقول:أستغفرالله وأتوب إليه، فإذا بلغ تمام سبعين مرة رفع يديه وقال: اللهم اغفر لي وتب علي، فان مات في رجب مات مرضياً عنه ولا تمسه النار ببركة رجب". 15
وَعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: من قال في رجب: "أستغفر الله الذي لا إله إلا هوَلا شريك له وأتوب إليه، مائة مرة، وختمها بالصدقة، ختم الله له بالرحمة والمغفرة، ومن قالها أربعمائة مرة كتب الله له أجر مائة شهيد، فإذا لقي الله يوم القيامة يقول له: قد أقررت بملكي فتمنَّ علي ما شئت حتى أعطيك فإنه لا مقتدر غيري". 16
سادساً: قراءة التوحيد ألف مرة
ومن المستحبات العامة في شهر رجب أن يقرأ الإنسان سورة التوحيد في جميع الشهر عشرة آلاف مرة، فإذا لم يستطع، فيقرأها في الشهر كله ألف مرة، وإذا لم يستطع، يقرأها في الشهر كله مائة مرة.
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قرأ في عمره عشرة آلاف مرة قل هوَالله أحد، بنية صادقة في شهر رجب، جاء يوم القيامة خارجاً من ذنوبه كيوم ولدته أمه، فيستقبله سبعون ملكاً يبشرونه بالجنة.
وفي حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من قرأ قل هوَالله أحد"، ألف مرة، جاء يوم القيامة بعمل ألف نبي وألف ملَك، ولم يكن أحد أقرب إلى الله إلا من زاد عليه، وإنها لتضاعف في شهر رجب.
وفي حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من قرأ قل هوَالله أحد، مائة مرة، بورك له وعلى ولده وأهله وجيرانه، ومن قرأها في رجب بنى الله تعالى له اثني عشر قصراً في الجنة....".
صلاة سلمان الفارسي (رض)
روي عن سلمان الفارسي قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في آخر يوم من جمادى الآخرة في وقت لم أدخل عليه فيه قبله قال: يا سلمان أنت منا أهل البيت أفلا أُحدثك، قلت: بلى فداك أبي وأمي يارسول الله، قال: يا سلمان ما من مؤمنٍ ولا مؤمنةٍ صلى في هذا الشهر ثلاثين ركعة وهوَشهر رجب يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وقل هوَالله أحد ثلاث مرات إلا محا الله كل ذنبٍ عمله في صغره وكبره، وأعطاه الله سبحانه من الأجر كمن صام ذلك الشهر كله، وكُتب عند الله من المصلين إلى السنة المقبلة، ورفع له في كل يومٍ عمل شهيد من شهداء بدر، وَكتب له بصوم كل يوم يصومه عبادة سنة ورفع له ألف درجة، فإن صام الشهر كله أنجاه الله من النار وأوجب له الجنة. يا سلمان أخبرني بذلك جبرئيل عليه السلام وقال: "يا محمد هذه علامةٌ بينكم وبين المنافقين، لأن المنافقين لا يصلون ذلك".
قال سلمان: يا رسول الله أخبرني كيف أصلي هذه الثلاثين ركعة ومتى أصليها. قال: يا سلمان تصلي في أوله عشر ركعات، تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وقل هوَالله أحد ثلاث مرات وقل يأيها الكافرون ثلاث مرات.. فإذا سلمت رفعت يديك وقلت "لا إله إلا الله وحده لا شريك له،له الملك وله الحمد يحي ويميت ويميت ويحي وهوَحي لا يموت بيده الخير وهوَعلى كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجدِّ منك الجدّ. ثم امسح بهما وجهك".
من هدي رسول الإنسانية: رجب أمان من عذاب القبر
عنْ ثَوْبَانَ قَالَ: كُنَّا وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم فِي مَقْبَرَةٍ فَوَقَفَ ثُمَّ مَرَّ، ثُمَّ وَقَفَ ثُمَّ مَرَّ. فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا وُقُوفُكَ بَيْنَ هَؤُلَاءِ الْقُبُورِ؟ فَبَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم بُكَاءً شَدِيداً وَبَكَيْتُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ:يَا ثَوْبَانُ هَؤُلَاءِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ سَمِعْتُ أَنِينَهُمْ فَرَحِمْتُهُمْ وَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْهُمْ فَفَعَلَ. فَلَوَصَامُوا هَؤُلَاءِ أَيَّامَ رَجَبٍ وَقَامُوا فِيهَا مَا عُذِّبُوا فِي قُبُورِهِمْ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِيَامُهُ وَقِيَامُهُ أَمَانٌ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا ثَوْبَانُ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً. 17
محطات عبادية هامة في رجب
أول خميس وأول ليلة جمعة، (ليلة الرغائب)
أول ليلة جمعة من رجب، سميت بليلة الرغائب وقد ورد فيها جملة من العبادات، ذكرها الشيخ الكفعمي في المصباح و السيد ابن طاووس في كتابه اقبال الأعمال والعلامة الحلّي في اجازته لابن زهرة ولا بأس بالاتيان بها برجاء المطلوبية وهي بحسب ما ذكره الشيخ الكفعمي:
صلاة الرغائب المروية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اثنتي عشرة ركعة وصِفَةُ عملها:
- ان يصوم أول خميس من رجب.
- ثم يصليها بين العشائين ليلة الجمعة.
- يقرأ في كل ركعة الحمد والقدر ثلاثا والتوحيد اثنتي عشرة.
- ثم سلم وصل على محمد وآله سبعين مرة.
- ثم اسجد وقل: "سبوح قدوس رب الملائكة والروح" سبعين مرة.
- ثم ارفع رأسك وقل: "رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم انك أنت العلى العظيم" سبعين مرة.
- ثم اسجد أخرى وقل فيها ما قلته في الأولى.
- ثم يسئل الله تعالى حاجته في سجوده تقضى انشاء الله تعالى".18
والملاحظ قلة الأعمال المنصوص عليها بالخصوص لهذه الليلة ممايتيح المجال ليختار كل مايناسبه ممايندرج تحت عنوان تمجيد الله تعالى، والتوسل بأوليائه، وتعزيزالتوبة إليه، والثناء على الملائكة.
الليالي والأيام البيض
1- فضلها:
ليلة 13-14-15 تسمى الليالي البيض، وأيامها "الأيام البيض".
قال الفقيه الجليل الشيخ كاشف الغطاء قدس سره: "وسميت بيضاً لبياض لياليها...". 19
ومن الواضح لنا جميعا أهمية كل هذه الليالي في مختلف الشهور.
وَفي شهر رجب، وشعبان، وشهر الله تعالى، تكتسب الليالي البيض أهمية خاصة، فلوَ فرض ان أحدنا لم يوفق للعمل في ما تقدم من أيام شهر رجب ولياليه فليغتنم الفرصة ليعمل في هذه الليالي بما يتناسب مع أهميتها وفضلها.
عن الإمام الصادق عليه السلام، قوله: "أُعطيت هذه الأمة ثلاثة أشهرلم يُعطَها أحد من الأمم، رجب وشعبان، وشهر رمضان، وثلاث ليال لم يُعطَ أحد مثلها، ليلة ثلاث عشرة، وليلة أربع عشرة، وليلة خمس عشرة من كل شهر، وأعطيت هذه الأمة ثلاث سور لم يعطها أحد من الأمم يس وتبارك الملك وقل هوَالله أحد، فمن جمع بين هذه الثلاث فقد جمع بين أفضل ما أعطيت هذه الأمة. فقيل: كيف يجمع بين هذه الثلاث؟ فقال: يصلي كل ليلة من ليالي البيض من هذه الثلاثة الاشهر، في الليلة الثالثة عشر ركعتين، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وهذه الثلاث سور وفي الليلة الرابعة عشر أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب، وهذه الثلاث سور، وفي الليلة الخامسة عشر ست ركعات، يقرأفي كل ركعة فاتحةالكتاب وهذه الثلاث سور فيحوز فضل هذه الأشهر الثلاثة ويغفر له كل ذنب سوى الشرك".20
2- صوم الأيام البيض:
وتتأكد ضرورة صومها بشكل خاص لمن أراد أن يأتي بعمل الإستفتاح المعروف بعمل أم داود:
عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "من صام ثلاثة أيام من رجب وقام لياليها في أوسطه ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة، والذي بعثني بالحق إنه لا يخرج من الدنيا إلا بالتوبة النصوح.."
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال لعلي عليه السلام: "من صام الأيام البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر كتب الله له بصوم أول يوم صوم عشرة آلاف سنة وبثاني يوم صوم ثلثين ألف سنة وبثالث يوم صوم مائة ألف سنة ثم قال هذا لك ولمن عمل ذلك".21
عن الإمام الصادق عليه السلام: "من صام الأيام البيض من رجب كتب الله له بكل يوم صيام سنة وقيامها ووقف يوم القيامة موقف الآمنين". 22
اليوم الثالث عشر(مولد أمير المؤمنين عليه السلام )
تجتمع في اليوم الثالث عشر من شهر رجب خصائص شديدة الأهمية، وهومايجعله يوماً استثنائياً بكل معنى الكلمة.
ولوَلم يكن من خصائصه إلا أنه يوم مولد نفس المصطفى الحبيب، وأخيه ووصيه صلى الله عليهما وآلهما، لكفى بذلك فخراً وذخراً وكرامة ومزيدا.
يضاف إلى ذلك أن اليوم في حد ذاته أول الأيام البيض التي يغني اشتهارها عن التعريف بها، ولصومه ثواب كبير.
وهو َأول أيام العمل العظيم المشهور، عمل الاستفتاح لقضاء الحوائج المعروف بعمل أم داوود، الذي توارثته الأجيال مفتاحاً لحل المشاكل المعضلة، لاسيما في مجال إطلاق سراح الرهائن والأسرى، الذين غيبتهم ظلمات الجور والمطامير، فمن أراد القيام بهذا العمل لابد له أن يبدأ بصوم اليوم الثالث عشر: ومن أعمال هذا اليوم زيارةمولى الموحدين علي ابن أبي طالب عليه السلام لا سيّما زيارة أمين الله.
هل صمت في هذا الشهر شيئاً؟
عن علي بن سالم، عن أبيه سالم أنه قال:" دخلت على الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام في رجب، وقد بقيت منه أيام.. فلمّا نظر إليّ قال لي: يا سالم، هل صمت في هذا الشهر شيئاً؟ قلت: لا والله يا بن رسول الله. فقال لي: لقد فاتك من الثواب ما لم يعلم مبلغه إلاّ الله عزّ وجل، إنّ هذا الشهر قد فضّله الله تعالى وعظّم حرمته وأوجب للصائمين فيه كرامته. قال فقلت له: يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإن صمت مما بقي شيئاً هل أنال فوزاً ببعض ثواب الصائمين فيه؟ فقال: يا سالم من صام يوماً من آخر هذا الشهر كان ذلك أماناً له من شدة سكرات الموت، وأماناً له من هول المطلع، وعذاب القبر، ومن صام يومين من آخر هذا الشهر كان له بذلك جواز على الصراط، ومن صام ثلاثة أيام من آخر هذا الشهر أمن يوم الفزع الأكبر من أهواله وشدائده، وأعطي براءة من النار". 23
ليلة النصف من رجب
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "اذا كان ليلة النصف من رجب أمر الله خازن ديوان الخلائق وكتبة أعمالهم، فيقول لهم الله عز وجل انظروا في ديوان عبادي وَكل سيئة وجدتموها فا محوها وبدلوها حسنات". 24
وليلة النصف من رجب ليلة إحياء، يستحب أن تحيا حتى الصباح بالعبادة أما أعمالها فهي:
أولا: الغسل-
ثانيا: الاحياء بالعبادة
ثالثا: زيارة الامام الحسين عليه السلام.
رابعاً:الصلوات الخاصة.
يوم النصف من رجب
1- يستحب الغسل فيه.
2- يستحب فيه زيارة الحسين عليه السلام. وقد ورد الحث عليها، فقد سئل الإمام الرضا عليه السلام: في أي شهر نزور الحسين عليه السلام ؟ قال: "في النصف من رجب والنصف من شعبان". 25
3- صلاة أربع ركعات. عن أبي عبد الله عليه السلام قال: دخل عَدِيُّ ابن ثابت الأنصاري على أمير المؤمنين عليه السلام في يوم النصف من رجب وهوَ يصلي فلما سمع حسه أومى بيده الى خلفه أن قف، قال عَدِي: فوقفت فصلى أربع ركعات لم أر أحداً صلاها قبله ولا بعده، فلما سلّم بسط يده وقال:" أللهم يا مذل كل جبار ويا معز المؤمنين، أنت كهفي حين تعييني المذاهب وأنت بارئ خلقي رحمة بي، وقد كنت عن خلقي غنياً، ولولا رحمتك لكنت من الهالكين، وانت مؤيدي بالنصر على أعدائي، ولوَلا نصرك إياي لكنت من المفضوحين. يا مرسل الرحمة من معادنها ومنشئ البركة من مواضعها، يا من خص نفسه بالشموخ والرفعة، فاولياؤه بعزه يتعززون، يا من وضعت له الملوك نير المذلة على أعناقهم، فهم من سطواته خائفون. أسألك بكينونيتك التي اشتققتها من كبريائك، وأسألك بكبريائك التي اشتققتها من عزتك، وأسألك بعزتك التي استويت بها على عرشك، فخلقت بها جيمع خلقك، فهم لك مذعنون، أن تصلي على محمد واهل بيته. قال: ثم تكلم بشئ خفي عني ثم التفت إلي فقال: يا عَدي أسمعت؟ قلت: نعم، قال: أحفظت؟ قلت: نعم، قال: ويحك احفظه وأعربه، فوَالذي فلق الحبة ونصب الكعبة وبرأ النسمة ما هوَعند أحد من أهل الأرض ولا دعا به مكروب إلا نَفَّسَ الله كربته". 26
4- صلاة سلمان الفارسي:(مر ذكرها في الاعمال العامة)
5- عمل ام داوود (عمل الاستفتاح):
أولا: أهميته:
هوعمل بالغ الأهمية، ينتظره من يعرفه من شهر إلى شهر، حيث أنه وإن كان في الأصل يؤدى في منتصف رجب، ولكن وردت الرخصة في الإتيان به في كل شهر.ومن عجز عن العمل بكامل خصوصياته، وفق إحدى الصيغتين اللتين يرد ذكرهما، فلا أقل من الإهتمام بدعائه، فإن له وحده كذلك أهمية خاصة.
ثانياً: قصته:
تقول "أم داود": فغاب عني "أي داوود" حيناً بالعراق ولم أسمع له خبراً ولم أزل أدعوَ وأتضرع الى الله جل اسمه وأسأل إخواني من أهل الديانة والجد والإجتهاد أن يدعوَ الله تعالى لي وأنا في ذلك كله لاأرى في دعائي الإجابة فدخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمد صلوات الله عليه يوماً أعوده في علّة ٍ وجدها فسألته عن حاله ودعوت له، فقال لي ياأم داوود ما فعل داوود؟ وكنت قد أرضعته بلبنه، فقلت ياسيدي أين داوود وقد فارقني منذ مدة طويلة وهوَمحبوسٌ بالعراق؟- فقال وأين أنت عن دعاء الإستفتاح وهوَالدعاء الذي تفتح له أبواب السماء ويلقى صاحبه الإجابة من ساعته وليس لصاحبه عند الله تعالى جزاءٌ إلا الجنة.- فقلت له كيف ذلك ياابن الصادقين؟ 27
- قال الإمام الصادق عليه السلام:"يا ام داود قد دنا الشهر الحرام العظيم شهر رجب، وهوَشهر مسموع فيه الدعاء، شهر الله الأصم، فصومي الثلاثة الأيام البيض، وهوَيوم الثالث عشر والرابع عشر، والخامس عشر، واغتسلي في يوم الخامس عشر وقت الزوال وصلي الزوال ثماني ركعات (وفي إحدى الروايات: تحسني قنوتهن وركوعهن وسجودهن). ثم صلي الظهر وتركعين بعد الظهر، وتقولين بعد الركعتين: يا قاضى حوائج السائلين مائة مرة، ثم تصلين بعد ذلك ثماني ركعات، (وفي رواية اخرى: تقرئين في كل ركعة، يعني من نوافل العصر بعد الفاتحة ثلاث مرات قل هوَالله أحد، وسورة الكوثر مرة)، ثم صلي العصر. ولتكن صلاتك في ثوب نظيف واجتهدي أن لا يدخل عليك أحد يكلمك، (وفي رواية: وإذا فرغت من العصر فالبسي أطهر ثيابك، واجلسي في بيت نظيف على حصير نظيف، واجتهدي أن لا يدخل عليك أحد يشغلك). ثم استقبلي القبلة واقرئي الحمد مائة مرة وَقل هوَالله أحد مائة مرة وآية الكرسي عشر مرات، ثم اقرئي سورة الأنعام وبني إسرائيل وسورة الكهف ولقمان ويس والصافات، وحم السجدة وحم عسق وحم الدخان، والفتح والواقعة وسورة الملك ون والقلم، وإذا السماء انشقت وما بعدها إلى آخر القرآن، وإن لم تحسني ذلك ولم تحسنى قرائته من المصحف كررت قل هوَالله أحد ألف مرة.فإذا فرغت من ذلك وأنت مستقبلة القبلة" فقولي: بسم الله الرحمن الرحيم، صدق الله العلي العظيم، الذي لا إله إلا هوَالحي القيوم ذوَالجلال والاكرام، الرحمان الرحيم، الحليم الكريم، الذي ليس كمثله شئ وهوَالسميع العليم"إلى آخر الدعاء وهوَطويل، وتجده في مفاتيح الجنان، وغيره من كتب الأدعية".
تتابع الرواية كلام الإمام الصادق عليه السلام، حول مايعمل بعد الدعاء: "ثم اسجدي على الأرض وعفّري خدّيك وقولي: أللهم لك سجدت وبك آمنت، فارحم ذلي وفاقتي واجتهادي وتضرعي ومسكنتي وفقري إليك يا رب. واجتهدي أن تَسُحَّ عيناك ولوَ بقدر رأس الذبابة دموعاً، فان ذلك علامة الإجابة". 28
فقالت: فكتبت هذا الدعاء وانصرفت ودخل شهر رجب وفعلت مثل ما أمرني به (تعني الصادق عليه السلام ) ثم رقدت في تلك الليلة ولما كان في آخر الليل رأيت محمداً صلى الله عليه وآله وسلم، وكل من صليت عليهم من الملائكة والنبيين، ومحمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم وعليهم يقول "يا أم داوود، أبشري وكل من ترين من إخوانك(أعوانك).. يبشرونك بنجح حاجتك، وأبشري فإن الله تعالى يحفظك ويحفظ ولدك ويرده عليك" قالت: فانتبهت فما لبثت إلاقدر مسافة الطريق من العراق الى المدينة للراكب المجد المسرع العجل حتى قدم علي ّ داوود..فسألته عن حاله فقال: إني كنت محبوساً في أضيق حبسٍ وأثقل حديد.. إلى يوم النصف من رجب فلما كان الليل رأيت في منامي كأن الأرض قد قبضت لي، فرأيتك على حصير صلاتك، وحولك رجال رؤوسهم في السماء، وأرجلهم في الأرض يسبحون الله تعالى حولك، فقال لي قائل منهم حسن الوجه، نظيف الثوب، طيب الرائحة، خِلْتُه جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لي: أبشر يا ابن العجوزة الصالحة فقد استجاب الله لأمك فيك دعاءها. فانتبهت ورسل المنصور على الباب، فأدخلت عليه في جوف الليل فأمر بفك الحديد عني والإحسان إلي وأمر لي بعشرة آلاف درهم، وحملت على نجيب ".." بأشد السير وأسرعه، حتى دخلت المدينة. قالت أم داود: فمضيت به إلى أبي عبد الله عليه السلام، فقال عليه السلام: "إن المنصور رأى أمير المؤمنين علياً عليه السلام في المنام يقول له:أطلق ولدي وإلا ألقيتك في النار، ورأى كأن تحت قدميه النار، فاستيقظ وقد سقط في يديه فأطلقك يا داود". 29
الليلة السابعة والعشرين (ليلة المبعث)
1- صلاة اثنتي عشر ركعة
روي عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام أنه قال:" إن في رجب لَليلة خير مما طلعت عليه الشمس وهي ليلة سبع وعشرين من رجب، فيها نُبّئ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صبيحتها، وإن للعامل فيها من شيعتنا أجرعمل ستين سنة. قيل له: وما العمل فيها أصلحك الله؟ قال: إذا صليت العشاء الآخرة وأخذت مضجعك، ثم استيقظت أي ساعة شئت من الليل قبل الزوال صليت اثنتي عشرة ركعة تقرأ في كل ركعة الحمد وسورة من بعد يس إلى الحمد، فإذا سلمت في كل شفع، جلست بعد التسليم وقرأت الحمد سبعاً، والمعوذتين سبعاً، وقل هوَالله أحد، وقل يا أيها الكافرون سبعاً سبعاً، وإنا أنزلناه، وآية الكرسي سبعاً سبعاً.وقل بعقب ذلك هذا الدعاء: "الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا، اللهم إني أسألك بمعاقد عزك على أركان عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك، وباسمك الأعظم الأعظم الأعظم وذكرك الأعلى الأعلى الأعلى، وبكلماتك التامات أن تصلي على محمد وآله، وأن تفعل بي ما أنت أهله ثم ادع بما شئت. 30
2. الغسل في هذه الليلة.
3. زيارة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام
يوم المبعث
أمّا أعمال هذا اليوم فهي كما يلي:
أولاً: الصوم، وهوَيعدل صيام ستين سنة أوَسبعين، كما مر.
ثانياً: من الأعمال في هذا اليوم الغسل.
ثالثاً: يستحب في هذا اليوم زيارة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وزيارة أمير المؤمنين عليه السلام.
رابعاً: ومن المستحبات في هذا اليوم الإكثار من الصلاة على النبي وآله.
خامساً: ومن الصلوات التي وردت في أعمال هذا اليوم، صلاتان مهمتان جداً وللتسهيل فإن هاتين الصلاتين مذكورتان في كتاب مفاتيح الجنان.
سادساً: كذلك من أعمال هذا اليوم بشكل خاص الصدقة، وقد تقدم في أوّل الشهر أنّها مستحبة في جميع شهر رجب إلا أنها مستحبّة بشكل خاص في اليوم السابع والعشرين.
سابعاً: الأدعيةً.
ويستحب أن يدعوَفي هذا اليوم بدعائَي:
" يامن أمر بالعفو والتجاوز وضمن على نفسه العفو والتجاوز، يامن عفى وتجاوز يا كريم.أللهم وقد أكدى الطلب وأعيت الحيلة والمذهب ودرست الآمال وانقطع الرجاء إلا منك وحدك لا شريك لك. أللهم إني أجد سبل المطالب إليك مشرعة، ومناهل الرجاء لديك مترعة، وأبواب الدعاء لمن دعاك مفتحة، والإستعانة لمن استعان بك مباحة، وأعلم أنك لداعيك بموضع إجابة وللصارخ إليك بمرصد إغاثة، وأن في اللهف إلى جودك والضمان بعِدَتِك عِوضاً عن منع الباخلين، ومندوحة عما في أيدي المستأثرين، وأنك لا تحتجب عن خلقك إلا أن تحجبهم الأعمال دونك، وقد علمت أن أفضل زاد الراحل إليك عزم إرادة، وقد ناجاك بعزم الارادة قلبي، وأسألك بكل دعوة دعاك بها راج بلغته أمله، أو صارخ إليك أغثت صرخته، أو ملهوفٌ مكروبٌ فرجت عن قلبه، أو مذنبٌ خاطئٌ غفرت له، أو معافىً أتممت نعمتك عليه، أو فقيرٌ أذهبت غناك إليه، ولتلك الدعوة عليك حق وعندك منزلة، إلا صليت على محمد وآل محمد، وقضيت حوائج الدنيا والآخرة، وهذا رجب المرجب المكرم الذي أكرمتنا به، أول أشهر الحرم أكرمتنا به من بين الأمم يا ذا الجود والكرم، فنسألك به وباسمك الأعظم الأعظم الأجل الاكرم الذي خلقته فاستقر في ظلك فلا يخرج منك إلى غيرك، أن تصلي على محمد و أهل بيته الطاهرين وتجعلنا من العاملين فيه بطاعتك والآملين فيه لاجابتك، أللهم واهدنا إلى سواء السبيل واجعل مقيلنا عندك خير مقيل في ظل ظليل فإنك حسبنا ونعم الوكيل، والسلام على عباده المصطفين صلواته عليهم أجمعين. أللهم وبارك لنا في يومنا هذا الذي فضلته، وبكرامتك جللته، وبالمنزل العظيم منك أنزلته وصل على من فيه إلى عبادك أرسلته، وبالمحل الكريم أحللته، أللهم صل عليه صلوة دائمة تكون لك شكراً، ولنا ذخراً، واجعل لنا من أمرنا يسرا، واختم لنا بالسعادة إلى منتهى آجالنا وقد قبلت اليسير من أعمالنا، وبلغنا برحمتك أفضل آمالنا إنك على كل شئ قدير، وصلى الله على سيدنا محمد و آله وسلم...". 31
" أللهم إني أسألك بالتجلي الأعظم في هذا اليوم..". 32
وداع شهر رجب
- هل نشعر بأنّنا سوف نغادر موسماً شديد الأهمية
- هل يخفق قلب أحدنا بحب شهر رجببالحنين إلى شهر رجب
أمّا أهلُ الله عزّ وجل، أهلُ العبادة، فإن لإنقضاء الشهر عندهم معنىً خاصاً، وله في نفوسهم الوقع الكبير حيث إن شهر رجب من الأشهر الحرم، وليس الشهر الحرام كغيره من الشهور...
فلنحرص على أن لايكون خروجنا من الشهر خروجاً من حمى الله عزّ وجل.
"فكن خائفاً أن تخرج منه إخراج من أعرض صاحب الحمى عنه، أوإخراج المنفي المطرود أوَالمهجور المصدود، واطلب من رحمة مالك الوجود وصاحب الجود، أن يجعل لك من ذخائر مراحمه ومكارمه حمىً وحرماً تسكن بعد شهر رجب في خَفَارة معالمه ومواسمه ومراسمه، إلى أن تظفر بشهر موصوف بصفات مثله فتأوي إلى حمى ظلّه وفضله، واجمع ما عملت بلسان الحال، واعرضه على يد من تكون ضيفه من أهل الإقبال، وتوجه إليه بالله جلّ جلاله العظيم وبكلّ عزيز عليه أن يتمّ نقصان أعمالك وآمالك، وتعرضها بيد توسله وتوصله إلى دوام إقبالك وإجابة سؤلك". 33
وعن هذه النقطة يتحدث آية الله التبريزي في كتابه "المراقبات" فيقول ما حاصله: " والمنزل المهم الآخر من هذا الشهر أي شهر رجب بعد ليلة المبعث ويومه، هوَاليوم الأخير فليجتهد السالك في عرض الأعمال والقصور والتقصير بصادق اعتراف، وخالص حياء وتوسل إلى الله تعالى بأحبائه وأوليائه، فإنّه سبحانه كريم يحب الكرامة لأوليائه وعباده المتقلبين على أعتابه وهوَعزّ وجل كريم العفو، وقد فُسِّركرمُ العفوَ بأنّه يعفوَ عن السيئات ويبدلها بأضعافها من الحسنات. فليبذل جهده أن لا يخرج بخروج الشهر عن حمى مولاه، وليتضرع لله جلّ جلاله أن يجعله دائماً في حماه، ولا يكون ذلك في شهر دون شهر وحالٍ دون حال، ومكان دون مكان، وليهتم بذلك ولا يكن من الغافلين". 34
قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ مُبَارَكٌ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم إِذَا جَاءَ شَهْرُ رَجَبٍ جَمَعَ الْمُسْلِمِينَ حَوْلَهُ وَقَامَ فِيهِمْ خَطِيباً فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَذَكَرَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فَصَلَّى عَلَيْهِمْ ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ مُبَارَكٌ وَهُوَشَهْرُ الْأَصَبِّ يُصِيبُ فِيهِ الرَّحْمَةَ عَلَى مَنْ عَبَدَهُ إِلَّا عَبْداً مُشْرِكاً أَوَمُظْهِرَ بِدْعَةٍ فِي الْإِسْلَامِ.أَلَا إِنَّ فِي شَهْرِ رَجَبٍ لَيْلَةً مَنْ حَرَّمَ النَّوْمَ عَلَى نَفْسِهِ وقَامَ فِيهَا حَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى جَسَدَهُ عَلَى النَّارِ وَصَافَحَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ إِلَى يَوْمٍ مِثْلِهِ فَإِنْ عَادَ عَادَتِ الْمَلَائِكَةُ. ثُمَّ قَالَ35: مَنْ صَامَ يَوْماً وَاحِداً مِنْ رَجَبٍ أُومِنَ الْفَزَعَ الْأَكْبَرَ وَأُجِيرَ مِنَ النَّار.
* دليلك إلى أشهر النور(شهر رجب)، إصدار جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
--------------------------------------------------------------------------------
1- الشيخ محمد بن الحسن الطوسي/ مصباح المهجد/734.وبحسب نسخة المعجم الفقهي797.
2- بحار الأنوار 94/37.
3- المجلسي، بحار الأنوار 95/377 والسيد ابن طاوس، إقبال الأعمال 3/174 والشيخ ملكي تبريزي، المراقبات36.
4- مستدرك الوسائل، ج21، ص475.
5- مستدرك الوسائل، ج21، ص530..
6- الاقبال3/190-191.
7- الاقبال/193.
8- الإقبال3/197وعنه:المراقبات47.
9- المراقبات/42. والإقبال/630 (ط:ق، دار الكتب الإسلامية، طهران)
10- الإقبال3/210-211.وبهامشه" عنه البحار 98:391".
11- الذين يطلبون ماينعشهم.
12- الإقبال3/209
13- راجع اقبال الاعمال
14- المراقبات59.وانظر:الإقبال3/216.
15- الإقبال3/217.
16- الإقبال3/216.
17- مستدركالوسائل ج5 ص 281
18- المصباح - الكفعمي - ص 526
19- الشيخ جعفر كاشف الغطاء، كشف الغطاء2/322.
20- الإقبال3/230
21- الشيخ جعفر كاشف الغطاء، كشف الغطاء2/322.
22- الإقبال3/233وانظر: الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد819-820.
23- الشيخ الصدوق، الأمالي، والمجلسي، البحار97/33.
24- الإقبال3/232.
25- المصدر807، وانظر:الإقبال3/236.
26- الإقبال3/238.وفي ؤصحاح الجوهري، عرب منطقه:هذبه من اللحن.
27- الإقبال 241.
28- الإقبال 239-240
29- الإقبال250-251
30- الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد814.
31- الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد 815-816.
32- الإقبال 3/278-279.
33- الإقبال3/286.
34- آية الله ملكي تبريزي، المراقبات 74.
35- مستدركالوسائل, ج21, ص 531, 7- باب استحباب صوم رجب كله أوَبعضه