السبت 23 تشرين الثاني 2024 الموافق لـ 13 جمادى الاولى 1446هـ

» مفاهيــــم إســـلامــية

والحمد لله الذي دلنا على التوبة


قال الإمام زين العابدين عليه السلام: ( والحمد لله الذي دلنا على التوبة)1 أي لم نحصل على منافعها، وفوائدها إلا بفضل الله ورحمته. ومن الفوارق الأساسية بين المؤمن، والملحد ان المؤمن يشعر من أعماقه ان عليه رقيباً يحفظ، ويسجل جميع أقواله، وأفعاله حتى ولو أتى بها في الخلوات، والظلمات، وأنه مسؤول عنها، ومحاسب عليها، ومكافأ، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، ولا إنسانية إلا مع هذا الشعور الذي يجعل الفرد هو السائل، والمسؤول في آن واحد، أما الملحد فإنه يسخر من هذا الشعور، والإيمان، ويراه جهالة، وحماقة، ومن هنا لا يطلب العفو إن أذنب إلا إذا خاف من الدولة، أو المجتمع، على عكس المؤمن الذي يعترف بالذنب، ويقول بكل جرأة: فعلت، وأساءت، وأقلعت وهو آمن على نفسه، وماله، وعرضه من كل قوة، وسلطة، ويطلب من الله العفو، والرحمة، هذي هي التوبة الشرعية التي فتح سبحانه بابها لعباده وقال لهم: ﴿وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ﴾ هود:3. وفي قوله تعالى: وصف نفسه بالتواب: ﴿إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ البقرة:54. أي يقبل التوبة من التائب غافر الذنب وقابل التوب.

والتوبة فضيلة كالصدق، والإخلاص لا ينسخ قبولها، ووجوبها، ولا يخصص بذنب دون ذنب، أو بزمان دون زمان، فقد قبلها سبحانه من ءادم، ويونس، وقومه وغيرهم، وكان كل نبي يخاطب قومه بقوله: توبوا إلى الله، أطيعوا الله يغفر لكم ذنوبكم. أجل إن الله سبحانه خفف عن أمة محمد صلى الله عليه وآله الكثير من القيود التي فرضت على بعض الأمم السابقة كما تشير الآية: ﴿رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ البقرة:286.

ومن ذلك أن الله سبحانه لم يقبل التوبة من بني إسرائيل بعد أن اتخذوا العجل رباً إلا أن يقتل بعضهم بعضاً حيث قال: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ البقرة:54. ( ولم يدع لأحد منا حجة ولا عذراً )2 حيث وهبنا سبحانه العقل، والقدرة، والإرادة، وكلفنا باليسير، ووضع عنا ما لا نطيق... وبالعقل نميز، وبالإرادة نختار، وبالقدرة نفعل علماً بأنه تعالى لا يأمر إلا بخير، ولا ينهي إلا عن شر، ومعنى هذا أنه تعالى أعذر إلى عباده بكل حجة ليهلك من هلك عن بينة، وينجو من نجا عن بينة. 3


1- من فقرات الدعاء الول من الصحيفة السجادية .
2- من فقرات الدعاء الول من الصحيفة السجادية.
3- في ظلال الصحيفة السجادية / العلامة محمد جواد مغنية ص102_104.

2195 مشاهدة | 23-01-2015
جامعة المصطفى (ص) العالمية -فرع لبنان- ترحب بكم

مجلس عزاء عن روح الشهيد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورفاقه

رحيل العلامة المحقق الشــيـخ علي كـوراني العاملي (رحمه الله)

ورشة تقنيات قراءة في كتاب

ورشة تقنيات تدوين رؤوس الأقلام

ورشة أسس اختيار الموضوع ومعايير صياغة عنوان الرسالة

عزاء عن روح الشهيد جعفر سرحال

المسابقة العلمية الرابعة

دورة في مخارج الحروف العربيّة

حفل تكريم المشاركات في دورة مشروع الفكر الإسلامي في القرآن

دورة إعداد خطيبة منبر حسيني

لقاء مع المربي العلامة الشيخ حبيب الكاظمي

احتفال في ذكرى المولد الشريف

ندوة كاتب وكتاب: التاريخ السياسي والاجتماعي لشيعة لبنان

لقاء مع المستشار الثقافي لسفارة الجمهوريّة الإسلاميّة

وفد من حوزة الإمام الخميني (قده) يزور الجامعة

دعوة للمشاركة في مؤتمر الإمام الحسين (ع) والنهضة الفكريّة

صباحيّة قرآنيّة في حوزة السّيدة الزهراء (ع)

ندوة كاتب وكتاب: الله والكون برواية الفيزياء الحديثة

العدد 54-55 من مجلَّة الحياة الطيّبة