يوم دحو الأرض 25 ذوالقعدة
الخامسُ والعشرون من شهرِ ذي القعدةِ الحرام هو من الأيامِ المباركةِ والمسمّى: يومُ دحوِ الأرض، وهو أحدُ الأيامِ الأربعةِ التي خُصّت بالصيامِ بين أيامِ السنة. ورُوِيَ أن صيامَهُ يَعدُلُ صيامَ سبعين سنةٍ، وهو كفارةٌ لذنوبِ سبعين سنة. كما رُوِيَ أنه يومٌ انتشرت فيه رحمةُ الله تعالى، وأن للعبادةِ ولاجتماعِ المؤمنين فيه لذكرِ الله تعالى فيه أجرٌ جزيل، كما وردتْ أعمالٌ عديدةٌ مستحبةٌ في هذا اليومِ مذكورةٌ في كتبِ الأدعية.
ويومُ دحوِ الأرضِ مرتبطٌ بالكعبةِ الشريفةِ، كما أشار الإمامُ الرضا عليه السلام حينما سُئِلَ عن علَّةِ وضعِ البيتِ العتيقِ وسطِ الدنيا فعلّل قولَه عليه السلام: "إنه الموضعُ الذي من تحتِهِ دُحِيَت الأرضُ". كما نلاحظُ أنّ بدايةَ الدعاءِ الواردِ استحبابُهُ في هذا اليومِ هو " اللهُمَّ داحيَ الكعبةِ..".
● مكانةُ الكعبة
وموضعُ الكعبة – محلُّ دحوِ الأرض – هو المكانُ الأقدسُ على وجهِها، على ما جاءَ في الحديثِ النبوي الشريف: "إن الله اختارَ من كلِّ شيءٍ شيئاً، اختارَ من الأرض مكةَ، واختار من مكة المسجدَ، واختار من المسجدِ الموضعَ الذي فيه الكعبة". لذا كان للكعبةِ الميزةُ الخاصةُ، فهي البيتُ العتيقُ الحُرّ الذي لم يملكْهُ أحدٌ من الناسِ والذي بُني على أركانٍ أربعة تعبّر عن الكلمات الأربع التي بُني عليها الإسلامُ وهي: "سبحانَ الله، والحمدُ لله، ولا إلهَ إلا الله، واللهُ أكبر".
من هنا كان للنظرِ إلى الكعبةِ الثوابُ العظيمُ، فعن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: "النظرُ إلى الكعبةِ حيالَها يهدِمُ الخطايا هَدماً". وعن الإمامِ الباقر عليه السلام: "من نظرَ إلى الكعبةِ عارفاً بحقِّها غُفِرَ له ذنبُه وكُفِيَ ما أهمَّهُ". كما كان للطوافِ حولَ الكعبةِ العطاءُ الإلهي الجزيل، فقد وردَ في أحاديث أهل بيتِ العصمةِ عليهم السلام أن الله تعالى يباهي بالطائفين، وينزلُ عليهم في كلِّ يومٍ ستين رحمة، ويعطيهم بكلِّ خُطوةٍ حسنة، ويمحو عنهم بكل خطوةٍ سيئة، ويرفعُ لهم بكل خطوةٍ درجة. بل ورد عن الإمامِ الباقر عليه السلام: "فإذا طُفْتَ أسبوعاً كان لكَ بذلك عندَ الله عزَّ وجل عهداً وذكراً يستحي مِنكَ ربُّكَ أن يعذّبّك بعدَه". كما ورد في الحديثِ: "من طافَ بالبيتِ خمسَ مراتٍ خرجَ من ذنوبِهِ كيومِ ولدتْهُ أمُّه". رزَقَنا الله تعالى شرفَ التبرّكِ ببيتِهِ العتيق.