للأربعين مغزاً خاصاً في الثقافة الإسلامية والعرفان الإسلامي. فهنالك اعتكاف الأربعين لغرض قضاء الحاجة أو بلوغ مقامات في العرفان والسلوك، وهناك أيضاً حفظ الأربعين حديثاً أو الإخلاص أربعين صباحاً، وكمال العقل في سن الأربعين، والدعاء لأربعين مؤمن وغيرها الكثير من المواضع والموارد.
وفي ثقافة عاشوراء تطلق كلمة الأربعين على اليوم الأربعين من استشهاد الحسين بن علي عليه السلام، ويصادف لليوم العشرين من شهر صفر.
من جملة التقاليد المتعارفة عند المسلمين تكريم اليوم الأربعين لوفاة موتاهم، حيث يقوموا بتقديم الصدقات والخيرات إكراماً للمتوفّي، ويقيمون مجلس فاتحة على روحه. وهذا دأب الشيعة أيضاً في العشرين من صفر من كلّ عام حيث يقيموا المآتم في جميع المدن والبلدان إحياءً لذكرى ملحمة العاشر من محرّم، ترافقها مجاميع العزاء إجلالاً وتعظيماً لتلك الشعائر، وفي كربلاء تحظى مناسبة أربعين الحسين عليه السلام عليه السلام بمكانة متميّزة وتقيم مجاميع العزاء هناك مآتم كبرى.
في الأربعين الأولى لاستشهاد الإمام الحسين عليه السلام زار جابر بن عبدالله الأنصاري وعطيّة العوفي تربة وقبر سيد الشهداء. وورد في بعض الروايات التاريخية أنّ قافلة سبايا أهل البيت حين عودتها من الشام إلى المدينة مرّت على كربلاء والتقت بجابر هناك، إلا أنّ بعض المؤرخين ينفون هذه الواقعة منهم المحدّث القمّي في كتابه "منتهى الآمال" حيث يسوق لذلك جملة من الأدلة التي تؤكّد إنّ زيارة أهل البيت لقبر الحسين لم تكن في الأربعين الأولى.
وعرض بعض العلماء في هذا الصدد بحثاً مستفيضاً ونشر بشكل مستقل.
وعلى كل الأحوال فإنّ تكريم هذا اليوم، وإحياء هذه الذكرى الأليمة كانت رمزاً لاستمرار ذلك الحماس والتفاعل مع تلك الواقعة في الأزمنة التالية .
--------------------------------------------------------------------------------
* موسوعة عاشوراء /المؤلف حجة الإسلام و المسلمين الشيخ جواد محدثي.