قوله سبحانه: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ العنكبوت:45. وغيرها من الآيات والأحاديث التي تعرضت لبيان الحكمة من العبادة، فالقصد منها أن الإنسان لو عبد اللّه حقاً لتمشى على دين اللّه، وانتهج صراطه المستقيم، فانتهى عن المنكر والفحش، وعمل الخير والمعروف و إِلا فقد حكم على نفسه بنفسه بأنه دجال منافق خير منه من أعلن الكفر والجحود وبهذا تجد تفسير قوله تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ*الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾ الماعون:4- 5.
وثبت عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله أنه قال "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من اللّه إِلا بعدا"ً.1
وقال: "لا صلاة لمن لم يطع الصلاة. وطاعة الصلاة أن ينتهي المصلي عن الفحشاء والمنكر".2
وقال الإمام الصادق عليه السلام: "من أحب أن يعلم أقبلت صلاته أم لم تقبل فلينظر هل منعته عن الفحشاء والمنكر، فبقدر ما منعته قبلت منه".3
فالذي يقيم الصلاة عليه ان يحصر العبادة في الله تعالى وحده فلا يعبد الشهوات او هواه فالصلاة تنهى العبد عن المنكرات نهيا تشريعيا لا تكوينيا بمعنى فمن حصر العبادة بالله بقوله: إياك نعبد، عليه ان يتجنّب ما نهى الله عنه من تلقاء نفسه وبمقتضى إسلامه فالصلاة بما هي صلاة لا تنهى الإنسان عن المنكرات فليست علة تنتج النهي كما هو هو الحال في العلل التكوينية التي تنتج لنا معلولات كالنار تعطينا الحرارة وما شاكل ذلك من العلل التكوينية.4
--------------------------------------------------------------------------------
1- بحارالانوار، ج 82ص132.
2- بحارالانوار، ج 82 ص132.
3- بحارالانوار، ج 82ص242.
4- الشيعة في الميزان /العلامة محمد جواد مغنية ص180.