أين نحن من بركات شهر رمضان؟
أين نحن من بركات شهر رمضان، شهر الاستغفار والعودة إلى الله عز وجل؟
أين نحن من نفحات هذا الشهر الكريم، شهر المناجاة والدعاء ونزول الرحمة الإلهية؟
هل نحن مستعدون له؟ هل سنغتنم الفرصة هذا العام، أم أننا سنضيعها كما فعلنا في الأعوام الماضية؟
هل نحن ضامنون أن يمُدّ في أعمارنا لنشهد شهر رمضان في العام المقبل لنستفيد منه؟
إلى متى سنبقى نؤجل ونسوّف الاستفادة من عطاءات هذا الشهر، مع أن النداءات الربانية التي وصلتنا في القرآن وعلى لسان النبي والعترة الطاهرة (صلوات الله عليهم أجمعين) فيها من التشويق إلى الرحمة والعطاء والرزق الرباني ما يعتبر الإعراض عنه حمقاً وجناية كبيرة على أنفسنا.
أيها الأعزاء، خذوا قراراً اليوم، وليكن قراراً مصيرياً وشجاعاً، بأنكم لن تبقوا على ما أنتم عليه من التقصير والهجران لربكم، والقطيعة مع ندائه لكم بالإقبال عليه والتوجه إليه.
خذوا قرارا اليوم، فلعل غداً لا يكون محتسباً من أعمارنا.
إغتنموا الفرصة مهما كانت الأحوال، ومهما كان حجم التفريط في جنب الله، فلو تعلمون عظم رحمة الله ومغفرته ومحبته للتائبين لطارت ألبابكم، ولبكيتم حرقة على تثاقلكم ومماطلتكم السابقة في العودة إلى الله.
يقول تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِين﴾[1].
* فرع الانتاج الثقافي في شبكة المعارف الإلكترونية
[1] سورة الزمر، الآيات 53 - 56
1587 مشاهدة | 16-05-2018