أ-الحَجَرُ يَمينُ اللّه
1- رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: الحَجَرُ يَمينُ اللّهِ في أرضِهِ، فَمَن مَسَحَهُ مَسَحَ يَدَ اللّهِ 1.
2-عنه صلى الله عليه وآله وسلم: الحَجَرُ يَمينُ اللّهِ فِي الأَرضِ يُصافِحُ بِهِ عِبادَهُ 2.
3- عنه صلى الله عليه وآله وسلم: الحَجَرُ يَمينُ اللّهِ فِي الأَرضِ، فَمَن مَسَحَ يَدَهُ عَلَى الحَجَرِ فَقَد بايَعَ اللّهَ أن لا يَعصِيَهُ 3.
4- عنه صلى الله عليه وآله وسلم: الحَجَرُ يَمينُ اللّهِ، فَمَن شاءَ صافَحَهُ بِها 4.
ب- أصلُ الحَجَر
1- عُقبَةُ بنُ بَشيرٍ عَن أحَدِهِما عليه السلام: إنّ اللّهَ عَزّوجَلّ أمَرَ إبراهيمَ بِبِناءِ الكَعبَةِ وأن يَرفَعَ قَواعِدَها ويُرِيَ النّاسَ مَناسِكَهُم، فَبَنى إبراهيمُ وإسماعيلُ البَيتَ كُلّ يَومٍ سافًا، حَتّى انتَهى إلى مَوضِعِ الحَجَرِ الأَسوَدِ. قالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام: فَنادى أبو قُبَيسٍ إبراهيمَ عليه السلام: إنّ لَكَ عِندي وَديعَةً، فَأَعطاهُ الحَجَرَ فَوَضَعَهُ مَوضِعَهُ 5.
2- الإمام عليّ عليه السلام - في جَوابِ اليَهودِيّ لَمّا سَأَلَهُ عَن أوّلِ حَجَرٍ وُضِعَ عَلى وَجهِ الأرضِ-: يا يَهودِيّ، أنتُم تَقولونَ: أوّلُ حَجَرٍ وُضِعَ عَلى وَجهِ الأَرضِ الّذي في بَيتِ المَقدِسِ وكَذَبتُم، هُوَ الحَجَرُ الّذي نَزَلَ بِهِ آدَمُ مِنَ الجَنّةِ. قالَ (اليَهودِيّ): صَدَقتَ واللّهِ، إنّهُ لَبِخَطّ هارونَ وإملاءِ موسى 6.
3- رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: لَيسَ فِي الأَرضِ مِنَ الجَنّةِ إلّا ثَلاثَةُ أشياءَ: غَرسُ العَجوَةِ، وأواقٍ تَنزِلُ فِي الفُراتِ كُلّ يَومٍ مِن بَرَكَةِ الجَنّةِ، والحَجَرُ7.
4- عنه صلى الله عليه وآله وسلم: الحَجَرُ الأَسوَدُ مِنَ الجَنّةِ 8.
5- عنه صلى الله عليه وآله وسلم: الحَجَرُ الأَسوَدُ مِن حِجارَةِ الجَنّةِ9.
6- المُنذِرُ الثَورِيّ عَنِ الإِمامِ الباقِرِ عليه السلام: سَأَلتُهُ عَنِ الحَجَرِ، فَقالَ: نَزَلَت ثَلاثَةُ أحجارٍ مِنَ الجَنّةِ: الحَجَرُ الأَسوَدُ استودِعَهُ إبراهيمُ، ومَقامُ إِبراهيمَ، وحَجَرُ بَني إسرائيلَ. قالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام: إنّ اللّهَ استَودَعَ إبراهيمَ الحَجَرَ الأَبيَضَ، وكانَ أشَدّ بَياضًا مِنَ القَراطيسِ، فَاسوَدّ مِن خَطايا بَني آدَمَ 10.
ج- وَضعُ الحَجَرِ فِي الجاهِلِيّة
1- رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: أنَا وَضَعتُ الرّكنَ بِيَدي يَومَ اختَلَفَت قُرَيشٌ في وَضعِهِ 11.
2- اِبنُ شِهاب: لَمّا بَلَغَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم الحُلُمَ أجمَرَتِ امرَأَةٌ الكَعبَةَ وطارَت شَرارَةٌ مِن مِجمَرَتِها في ثِيابِ الكَعبَةِ فَاحتَرَقَت، فَهَدَموها، حَتّى إذا بَنَوها فَبَلَغوا مَوضِعَ الرّكنِ اختَصَمَت قُرَيشٌ فِي الرّكنِ: أيّ القَبائِلِ تَلي رَفعَهُ، فَقالوا: تَعالَوا نُحَكّم أوّلَ مَن يَطلُعُ عَلَينا، فَطَلَعَ عَلَيهِم رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وهُوَ غُلامٌ عَلَيهِ وِشاحٌ نَمِرَةٌ، فَحَكّموهُ فَأَمَرَ بِالرّكنِ فَوُضِعَ في ثَوبٍ، ثُمّ أخرَجَ سَيّدَ كُلّ قَبيلَةٍ فَأَعطاهُ ناحِيَةً مِنَ الثّوبِ، ثُمّ ارتَقى هُوَ فَرَفَعوا إلَيهِ الرّكنَ، فَكانَ هُوَ يَضَعُهُ 12.
د- في عَصرِ عَبدِالمَلِك
1- الصّدوق: رُوِيَ أنّ الحَجّاجَ لَمّا فَرَغَ مِن بِناءِ الكَعبَةِ سَأَلَ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام أن يَضَعَ الحَجَرَ في مَوضِعِهِ، فَأَخَذَهُ ووَضَعَهُ في مَوضِعِهِ 13.
2- الرّاوَندِيّ: إنّ الحَجّاجَ بنَ يوسُفَ لَمّا خَرّبَ الكَعبَةَ، بِسَبَبِ مُقاتَلَةِ عَبدِاللّهِ بنِ الزّبَيرِ، ثُمّ عَمّروها، فَلَمّا اُعيدَ البَيتُ وأرادوا أن يَنصِبُوا الحَجَرَ الأَسوَدَ، فَكُلّما نَصَبَهُ عالِمٌ مِن عُلَمائِهِم أو قاضٍ من قُضاتِهِم أو زاهِدٌ مِن زُهّادِهِم يَتَزَلزَلُ ويَقَعُ ويَضطَرِبُ، ولا يَستَقِرّ الحَجَرُ في مَكانِهِ.
فَجاءَهُ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام وأخَذَهُ مِن أيديهِم، وسَمّى اللّهَ، ثُمّ نَصَبَهُ، فَاستَقَرّ في مَكانِهِ، وكَبّرَ النّاسُ14.
هـ- في عَصرِ القَرامِطَة
1- جَعفَرُ بنُ مُحَمّدِ بنِ قولَوَيه: لَمّا وصَلتُ بَغدادَ في سَنَةِ تِسعٍ وثَلاثينَ وثَلاثِمِائَةٍ لِلحَجّ - وهِيَ السّنَةُ الّتي رَدّ القَرامِطَةُ فيهَا الحَجَرَ إلى مَكانِهِ مِنَ البَيتِ- كانَ أكبَرُ هَمّي الظَفَرَ بِمَن يَنصِبُ الحَجَرَ، لِأَنّهُ يَمضي في أثناءِ الكُتُبِ قِصّةُ أخذِهِ، وأنّهُ يَنصِبُهُ في مَكانِهِ الحُجّةُ فِي الزّمانِ، كَما في زَمانِ الحَجّاجِ وَضَعَهُ زَينُ العابِدينَ عليه السلام في مَكانِهِ فَاستَقَرّ.
فَاعتَلَلتُ عِلّةً صَعِبَةً خِفتُ مِنها عَلى نَفسي، ولَم يَتَهَيّأ لي ما قَصَدتُ لَهُ، فَاستَنَبتُ المَعروفَ بِابنِ هِشامٍ، وأعطَيتُهُ رُقعَةً مَختومَةً، أسأَلُ فيها عَن مُدّةِ عُمُري، وهَل تَكونُ المَنِيّةُ في هذِهِ العِلّةِ، أم لا؟
وقُلتُ: هَمّي إيصالُ هذِهِ الرّقعَةِ إلى واضِعِ الحَجَرِ في مَكانِهِ، وأخذُ جَوابِهِ، وإنّمَا أندُبُكَ لِهذا.
فَقالَ المَعروفُ بِابنِ هِشامٍ: لَمّا حَصَلتُ بِمَكّةَ وعُزِمَ عَلى إعادَةِ الحَجَرِ بَذَلتُ لِسَدَنَةِ البَيتِ جُملَةً تَمَكّنتُ مَعَها مِنَ الكَونِ بِحَيثُ أرى واضِعَ الحَجَرِ في مَكانِهِ، وأقَمتُ مَعيِ مِنهُم مَن يَمنَعُ عَنّي ازدِحامَ النّاسِ، فَكُلّما عَمَدَ إنسانٌ لِوَضعِهِ اضطَرَبَ ولَم يَستَقِم، فَأَقبَلَ غُلامٌ أسمَرُ اللّونِ حَسَنُ الوَجهِ، فَتَناوَلَهُ ووَضَعَهُ في مَكانِهِ، فَاستَقامَ كَأَنّهُ لَم يَزُل عَنهُ، وعَلَت لِذلِكَ الأَصواتُ، وانصَرَفَ خارِجًا مِنَ البابِ. فَنَهَضتُ مِن مَكاني أتبعُهُ، وأدفَعُ النّاسَ عَنّي يَمينًا وشِمالًا، حَتّى ظُنّ بِيَ الاِختِلاطُ فِي العَقلِ، والنّاسُ يَفرِجونَ لي، وعَيني لا تُفارِقُهُ، حَتّى انقَطَعَ عَنِ النّاسِ، فَكُنتُ اُسرِعُ السّيرَ خَلفَهُ، وهُوَ يَمشي عَلى تُؤَدَةٍ ولا اُدرِكُهُ.
فَلَمّا حَصَلَ بِحَيثُ لا أحَدَ يَراهُ غَيري وَقَفَ والتَفَتَ إلَيّ فقالَ: هاتِ ما مَعَكَ، فَناوَلتُهُ الرّقعَةَ، فَقالَ مِن غَيرِ أن يَنظُرَ فيها:
قُل لَهُ: لا خَوفَ عَلَيكَ في هذِهِ العِلّةِ، ويَكونُ ما لابُدّ مِنهُ بَعدَ ثَلاثينَ سَنَةً.
فَوَقَعَ عَلَيّ الزّمَعُ 15 حَتّى لَم اُطِق حَراكًا، وتَرَكَني وانصَرَفَ.
1- جامع الأحاديث للقمّيّ: 71 عن موسى بن إبراهيم عن الإمام الكاظم عن آبائه عليه السلام.
2- الفردوس: 2/159/2808 عن جابر؛ عوالي اللآلي: 1/51/75، المحجّة البيضاء: 2/203 كلاهما عن ابن عبّاس.
3- الفردوس: 2/159/2807 عن أنس بن مالك.
4- المجازات النبويّة: 444/.361 قال الشريف الرضيّ (ره) في بيانه: وهذا القول مجاز، والمراد أنّ الحجر جهة من جهات القرب إلى اللّه، فمن استلمه وباشره قرب من طاعته تعالى، فكان كاللاصق بها، والمباشر لها، فأقام عليه الصلاة والسلام اليمين هاهنا مقام الطاعة التي يُتقرّب بها إلى اللّه سبحانه على طريق المجاز والاتّساع؛ لأنّ من عادة العرب إذا أراد أحدهم التقرّب من صاحبه وفضّل الأَنَسَة بمخالطته أن يصافحه بكفّه، ويعلّق يده بيده، وقد علمنا في القديم تعالى أنّ الدنوّ يستحيل على ذاته، فيجب أن يكون ذلك دنوّا من طاعته ومرضاته، ولمّا جاء عليه الصلاة والسلام بذكر اليمين أتبعه بذكر الصفاح، ليوفي الفصاحة حقّها، ويبلغ بالبلاغة غايتها.
5- الكافي: 4/205/4 وص 188/2 نحوه، وراجع الفقيه: 2/242/23-
6- الخصال: 476/40 عن صالح بن عقبة عن الإمام الصادق عليه السلام.
7- تاريخ بغداد: 1/55 عن أبي هريرة.
8- سنن النسائيّ: 5/ 226 عن ابن عبّاس.
9- السنن الكبرى: 5/122/9231 عن أنس.
10- تفسير العيّاشيّ: 1/59/-
11- أخبار مكّة للأزرقيّ: 1/172 عن عمر بن عليّ.
12- دلائل النبوّة للبيهقيّ: 2/57، أخبار مكّة للأزرقيّ: 1/158، وراجع دعائم الإسلام: 1/2-
13- الفقيه: 2/247/23-
14- الخرائج والجرائح: 1/268/11، مدينة المعاجز: 4/4-
15- الزّمَعُ: الدهش (تاج العروس : 11/192).