الإثنين 25 تشرين الثاني 2024 الموافق لـ 15 جمادى الاولى 1446هـ

» مفاهيــــم إســـلامــية

التراجع والاعتذار عن الخطأ


الخطأ أمر متوقع من الإنسان، وصدوره من بني البشر أمر طبيعي، فالإنسان بطبيعته ليس معصومًا: ﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ... ﴾ 1. ووقوع الإنسان في الخطأ له أسباب من أهمها: الجهل وذلك عند تشابه الأمور، والغفلة، وأخيرًا الضعف عند أي لحظة من لحظات الهوى والشهوة.

قد ينتبه الإنسان إلى خطئه بنفسه وهي من أفضل الحالات، وقد ينتبه اليه عن طريق الغير، فيجد من ينصحه ويرشده، وهذا من موارد توفيق الله تعالى، فعليه أن يحمد الله تعالى لذلك. أرأيت لو أن إنسانًا يقصد مكانًا معينًا، وكان يمشي في طريق لا يوصله إلى المكان الذي يريد، وحصل له من أرشده إلى الطريق الصحيح، فوفر عليه الوقت والجهد، الا يفرح بذلك ويشكر من أرشده؟

لكن بعض الناس يزعجه نصح الآخرين، ويعتبره تدخلًا في شؤونه، وهذه الحالة تصيب الإنسان أكثر عندما يكون خصمه أقل منه شأنًا وقدراً، ونماذج كثيرة في حياتنا نرى فيها تجليات هذا المرض:

حين يخطئ الزوج على زوجته ومع أن الزوج قد يدرك خطأه من نفسه، أو بتنبيه الآخرين له، لكنه يرفض الاعتذار، ويرى أن اعتذاره يقلل من رجولته، ويضعف شخصيته. وكذلك الحال مع الأبناء.
قد يكون تحت إشرافك موظف أقل منك شأنًا، وقد يكون في بيتك سائق أو خادمة، فلا تشعر بأن اعتذارك لهم لو أدركت أنك أخطأت في حق أحدهم ينقص من كبريائك وهيبتك.
وقد يخطئ الحاكم وهو صاحب سلطة على مواطنيه، ويدرك أنه مخطئ، ولكن كبرياء السلطة تمنعه من الاعتذار.
قد يبدو التراجع عن الخطأ، والاعتذار، لأول وهلة حالة ضعفاً وهزيمة، لكنه في الواقع يكشف عن ثقة بالنفس، وشجاعة في الموقف، وهو انتشال للنفس من ضعف الخطأ.
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وهو في موقع الحاكم، يطلب من رعيته قائلاً: «فلا تكفوا عن مقالة بحق، أو مشورة بعدل, ولا تظنوا بي استثقالًا في حق قيل لي».
أين تجد حاكمًا يجهر بهذا، ويطالب شعبه بتنبيهه، ويرجع عن خطئه إذا أدركه؟ كل عام نقرأ التقارير الدولية حول ضعف حقوق الإنسان، وتأخر التنمية، ولكن الحكام وهم لا شك يدركون ذلك يعيرون تلك التقارير آذانًا صماء، ولا يريدون أن يعترفوا بالخطأ، وتغيير الوضع إلى الأحسن، يشعرون بحالة من الكبرياء الزائفة2.

1. القران الكريم: سورة يوسف (12)، الآية: 53، الصفحة: 242.
2. الموقع الرسمي لسماحةالشيخ حسن الصفار *جريدة الدار الكويتية 20 / 2 / 2011م. العدد/940.


1907 مشاهدة | 06-03-2017
جامعة المصطفى (ص) العالمية -فرع لبنان- ترحب بكم

مجلس عزاء عن روح الشهيد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورفاقه

رحيل العلامة المحقق الشــيـخ علي كـوراني العاملي (رحمه الله)

ورشة تقنيات قراءة في كتاب

ورشة تقنيات تدوين رؤوس الأقلام

ورشة أسس اختيار الموضوع ومعايير صياغة عنوان الرسالة

عزاء عن روح الشهيد جعفر سرحال

المسابقة العلمية الرابعة

دورة في مخارج الحروف العربيّة

حفل تكريم المشاركات في دورة مشروع الفكر الإسلامي في القرآن

دورة إعداد خطيبة منبر حسيني

لقاء مع المربي العلامة الشيخ حبيب الكاظمي

احتفال في ذكرى المولد الشريف

ندوة كاتب وكتاب: التاريخ السياسي والاجتماعي لشيعة لبنان

لقاء مع المستشار الثقافي لسفارة الجمهوريّة الإسلاميّة

وفد من حوزة الإمام الخميني (قده) يزور الجامعة

دعوة للمشاركة في مؤتمر الإمام الحسين (ع) والنهضة الفكريّة

صباحيّة قرآنيّة في حوزة السّيدة الزهراء (ع)

ندوة كاتب وكتاب: الله والكون برواية الفيزياء الحديثة

العدد 54-55 من مجلَّة الحياة الطيّبة