الثلاثاء 19 آذار 2024 الموافق لـ 9 رمضان 1445هـ

» إضـــــاءات قــــرآنــية

دور العمل الصالح في تحقيق النتائح الطيبة

قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ ساءَ ما يَعْمَلُونَ﴾([1]).

‏إشارات:
‏- بيّنت الآية السابقة دور الإيمان وأثره في تحقيق السعادة الروحية والأخروية، وهذه الآية تبيّن دور الإيمان في السعادة الدنيوية وتحقيق الرفاهية الاقتصادية.
‏- لو أنّ أتباع الکتب السماوية آمنوا بالقرآن وسلّموا له، ولم ينظروا إلی المسألة علی أنّها استسلام اليهود للعرب، وعرفوا أنّ الأصول والتعاليم التي جاء بها الأنبياء واحدة، واعتبروا أنّ الإيمان بما نزل بعد التوراة والإنجيل بمثابة ارتقاء إلی رتبة أعلی وليس نسخاً للشرائع السابقة، لو أنّهم سلّموا بکل هذا، لأغدق الله عليهم، مضافاً إلی الثواب الأخروي، من نعم الدنيا وأنزل عليهم برکات السماء مدراراً.
‏- جری الحديث في الآية السابقة عن عقيدة اليهود في کون يد الله مغلولة بحسب زعمهم، وهنا تقول الآية: الأحری بکم أن ترجعوا إلی کتب السماء، ثم احکموا إن کانت يد الله مغلولة أو مبسوطة؟ إنّ تبدّل عظمة اليهود السابقة إلی ذلّ وهوان هو، في الحقيقة، نتيجة طبيعية لکفرهم وتمرّدهم علی الأحکام السماوية وليس ما زعموه من أنّ الضعف والعجز اعتری الذات الإلهية المقدسة (والعياذ بالله) أو أنّ يده أصبحت مغلولة.
‏- شبيه هذه الآية، ما ورد في الآية ٩٦ من سورة الأعراف: «ولَو أَنَّ أَهْلَ الْقُری آمَنُوا واتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ».
‏- سؤال: هل إنّ العمل بالکتب السماوية يؤدّي إلی إغداق الرزق والنعم؟
‏الجواب هو: إمّا أن يوسّع الله الرزق علی سبيل الثواب والأجر، أو أنّ الطرق الطبيعية لکسب الرزق مذکورة في الکتب السماوية نفسها وأنّهم سيحصلون عليها في حال عملوا بما جاء في تلک الکتب.
‏- كان رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم يقول: تفرّقت أمّة موسی علی إحدی وسبعين ملّة، سبعون منها في النار وواحدة في الجنة، وتفرّقت أمّة عيسی علی اثنتين وسبعين فرقة إحدی وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة، وتعلو أمّتي علی الفرقتين جميعاً بملة، واحدة في الجنة واثنتان وسبعون في النار، قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: الجماعات الجماعات، قال يعقوب بن يزيد: كان علی بن أبي طالب عليه السلام إذا حدّث هذا الحديث عن رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم تلا فيه قرآناً: «ولَوأَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا واتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ» إلی قوله: «سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ» وتلا أيضاً: «ومِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وبِهِ يَعْدِلُونَ» يعنی أمّة محمد صلّی الله عليه وآله وسلّم([2]).

‏التعاليم:
‏١- الکتب السماوية غير المحرّفة، بمثابة الدستور والمحور والدليل الذي تهتدي بهديه جميع الحرکات، وهي کالراية يجب أن تکون دائماً خفّاقة، «أَقَامُوا».
‏٢- إذا أردنا دعوة الآخرين إلی الإسلام فينبغي أن لا نمسّ معتقداتهم ومقدساتهم الحقّة بسوء «أَقَامُوا التَّوْرَاةَ».
‏٣- تلاوة الکتب السماوية لا تکفي، بل يجب العمل بها أيضاً، «أَقَامُوا التَّوْرَاةَ والإِنْجِيلَ».
‏٤- جميع الکتب السماوية لها حرمة وقدسية، «أَقَامُوا التَّوْرَاةَ والإِنْجِيلَ ومَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ».
‏٥- القرآن جاء لکلّ الأمم وليس المسلمين فقط، «ومَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ».
‏٦- يهتمّ الإسلام، أيضاً، بتحقيق الرفاهية للناس، «لَاكَلُوا».
‏٧- اتّباع التعاليم الدينية، سوف ينعکس علی تنظيم الحياة المادّية أيضاً، «ولَو أَنَّهُمْ ... لَاكَلُوا».
‏٨- في المنظومة الکونية، يلعب إيمان الإنسان دوراً في خصوبة الأرض الزراعية ونزول المطر وتطوّر الزراعة ووفرة المحاصيل([3])، «أَقَامُوا التَّوْرَاةَ ... لَاكَلُوا».
‏٩- المجتمع الفاسد لا يکره الإنسان علی الانحراف نحو الفساد، فحتی في أوساط الفاسدين يوجد بعض المعتدلين، «مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ».
‏١٠- العمل بالکتب السماوية يقتضي مراعاة الاعتدال، وعدم التورّط في الإفراط والتفريط، «مُقْتَصِدَةٌ».
‏١١- حذاري من أخذ جميع أفراد الطائفة أو العرق أو المنطقة أو المذهب بجريرة بعضهم، «مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ».
‏١٢- الکثرة ليست دليل حقّ، «وكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ».
 
تفسير النور، سماحة الشيخ محسن قراءتي

([1]) سورة المائدة: 66
([2]) تفسير نور الثقلين.
([3]) تفسير الميزان.

2459 مشاهدة | 15-06-2021
جامعة المصطفى (ص) العالمية -فرع لبنان- ترحب بكم

مناقشة رسالة للطالبة آمنة فرحات

أشكال السنن وصِيَغها في القرآن الكريم

العدد 54-55 من مجلَّة الحياة الطيّبة

ندوة كاتب وكتاب: الله والكون برواية الفيزياء الحديثة

ندوة كاتب وكتاب: التاريخ السياسي والاجتماعي لشيعة لبنان

زيارة للمجلس العلوي في منطقة جبل محسن

ورشة تقنيات قراءة في كتاب

ورشة تقنيات تدوين رؤوس الأقلام

ورشة أسس اختيار الموضوع ومعايير صياغة عنوان الرسالة

زيارة إلى ممثّليّة جامعة المصطفى (ص) في سوريا

زيارة إلى حوزة الإمام المنتظر (عج) في بعلبك

ندوة علميّة الذكاء الاصطناعي.. التقنيّات والتحدّيات

عزاء عن روح الشهيد جعفر سرحال

حفل توقيع في جناح جامعة المصطفى (ص) العالميّة

دورة في مخارج الحروف العربيّة

دورة إعداد خطيبة منبر حسيني

احتفال في ذكرى المولد الشريف

لقاء مع المستشار الثقافي لسفارة الجمهوريّة الإسلاميّة

وفد من حوزة الإمام الخميني (قده) يزور الجامعة

دعوة للمشاركة في مؤتمر الإمام الحسين (ع) والنهضة الفكريّة

صباحيّة قرآنيّة في حوزة السّيدة الزهراء (ع)

لقاء تعريفي مع طلاب حوزة أهل البيت (عليهم السلام)

زيارة المقامات الدينيّة وحوزة الامام الخميني (قده) في سوريا

دعوة للمشاركة في مؤتمر الإمام الحسين (ع) والنهضة الفكريّة

حفل تكريم سفير الجمهوريّة الإسلاميّة في لبنان

جلسة للجنة الفلسفة والكلام

مسابقة في حفظ أربعين حكمة للإمام علي (عليه السلام )

مناقشة بحث: الاجتهاد الفقهي بين روح الشريعة والمنهج المقاصدي.

المنهج التفسيري عند الإمام الخميني (قده)

الملتقى العلميّ السنوي الثاني للحوزات العلميَّة في لبنان

مناقشة بحث: أثر الزمان والمكان على موضوعات الأحكام

المسابقة العلميّة الثانية بين طلاب الحوزات العلميّة

صدور العدد (47) من مجلة الحياة الطيّبة