الإثنين 06 أيار 2024 الموافق لـ 26 شوال 1445هـ

» قراءات ومـــراجعــات

عدالة الصحابة بين العاطفة والبرهان


اتجاهان حول الصحبة والصحابة
لقد احتدم النزاع منذ عصرٍ مبكّرٍ حول الصحبة والصحابة، أعني: الذين التفّوا حول النبي(صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ـ وخاضوا معه المعارك والمغازي، ورفعوا رايةَ الإسلام خفّاقةً في أحلك الظروف، وأشدّ المواقف، وجاهدوا بين يديه بأنفسهم ونفيسهم حتّى نشروا الإسلام في ربوع الأرض.

ولا شكّ في أنّ هذا يثير مشاعر كلّ مسلمٍ واعٍ يعتزّ بدينه، وشريعته، ورسوله، وقرآنه، ويشدّه إلى حبّهم وودّهم حتّى صار حبّ الصحابة من مظاهر حب النبي(صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وقد اشتهر بأنّ من أحب شيئاً أحبّ آثاره ولوازمه، فمن أحب الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) فقد أحب المتعلّمين على يديه والمجاهدين دونه.

هذا ممّا لا سترة ولا خلاف فيه، إنّما الكلام في أنّ مجرّد صحبة النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ـ سواءٌ أكانت قصيرة الأمد أم طويلته، هل تجعل الصحابي إنساناً مثالياً بعيداً عن المعاصي، صغيرها وكبيرها، جليلها وحقيرها طول عمره؟!
أو أنّ صحبة الرسول(صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) تؤثّر في سلوك الصحابي وأخلاقياته، وأنّ كلّ من صحبه يستضيء بنوره وبيانه حسب قابلياته واستعدادته؟!

ولأجل ذلك ظهر هنا اتجاهان:
أحدهما: عدالة الصحابة برُمّتهم استغراقاً في حبهم ونزولاً عند حكم العاطفة لصاحب الشريعة وأنصاره، وهو خيرة جمهور أهل السنّة.
ثانيهما: أنّ صحبة الرسول(صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) تؤثر في سلوك الصحابي وأخلاقياته حسب قابلياته، فمنهم من بلغ قمة الكمال حتّى أصبح يُستدرّ به الغمام، ومنهم من لم يبلغ هذا الشأن، ولكن استضاء بنور النبي(صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وحسُنت صحبته وسلمت سريرته، ومنهم من لم ينل إلاّ حظاً قليلاً، وما هذا إلاّ لتفريطه وتقصيره.
والنظرية الثانية هي خيرة الشيعة الإمامية ولفيفٌ من غيرهم.

من هو الصحابي
اختلفت كلمة جمهور أهل السنّة في تعريف الصحابي مع اتّفاقهم على عدالته، فاتّفقوا على حكم "عدالة الصحابي"، ولم يُحدَّد موضوعه سعةً وضيقاً عندهم. وإليك نصوصهم في هذا الشأن:
1. قال سعيد بن المسيب: الصحابي، ولا نعدّه إلاّ من أقام مع رسول اللّه(صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) سنةً أو سنتين وغزا معه غزوة أو غزوتين.
2. قال الواقدي: رأينا أهل العلم يقولون: كلّ من رأى رسول اللّه وقد أدرك فأسلم، وعقل أمر الدين، ورضيه، فهو عندنا ممّن صحب رسول اللّه، ولو ساعةً من نهارٍ.
3. قال أحمد بن حنبل: أصحاب رسول اللّه كلّ من صحبه شهراً، أو يوماً، أو ساعةً، أو رآه.
4. قال البخاري: من صحب رسول اللّه أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه.
5. وقال القاضي أبو بكر محمد بن الطيب: لا خلاف بين أهل اللغة في أنّ الصحابي مشتق من الصحبة، قليلاً كان أو كثيراً، ثمّ قال: ومع هذا فقد تقرر للأُمّة عرف، فإنّهم لا يستعملون هذه التسمية إلاّ فيمن كثرت صحبته، ولا يجيزون ذلك إلاّ فيمن كثرت صحبته لا على من لقيه ساعة أو مشى معه خطى، أو سمع منه حديثاً، فوجب ذلك أن لا يجري هذا الاسم على من هذه حاله، ومع هذا فإنّ خبر الثقة الأمين عنه مقبول و معمول به وإن لم تطل صحبته ولا سمع عنه إلاّ حديثاً واحداً.
6. وقال صاحب الغوالي: لا يطلق اسم الصحبة إلاّ على من صحبه، ثمّ يكفي في الاسم من حيث الوضع الصحبةُ ولو ساعة، ولكن العرف يخصُّصه بمن كثرت صحبته.
قال الجزري بعد ذكر هذه النقول، قلت: وأصحاب رسول اللّه على ما شرطوه كثيرون، فإنّ رسول اللّه شهد حنيناً ومعه اثنا عشر ألف سوى الأتباع والنساء، وجاء إليه «هوازن» مسلمين فاستنقذوا حريمهم وأولادهم، وترك مكة مملوءة ناساً وكذلك المدينة أيضاً، وكلّ من اجتاز به من قبائل العرب كانوا مسلمين فهؤلاء كلّهم لهم صحبة، وقد شهد معه تبوك من الخلق الكثير ما لا يحصيهم ديوان، وكذلك حجة الوداع، وكلّهم له صحبة .

إنّ التوسع في مفهوم الصحابي على الوجه الذي عرفته في كلماتهم ممّا لا تساعد عليه اللغة والعرف العام، فإنّ صحابة الرجل عبارةٌ عن جماعةٍ تكون لهم خلطةٌ ومعاشرةٌ معه مدّةً مديدةً، فلا تصدق على من ليس له حظٌ إلاّ الرؤية من بعيدٍ، أو سماع الكلام، أو المكالمة، أو المحادثة فترةً يسيرةً، أو الإقامة معه زمناً قليلاً.
وأعجب منه كما تقدّم أنّهم اتّفقوا على عدالة كلّ صحابي مع أنّهم اختلفوا في مفهوم الصحابي اختلافاً واسعاً، ومن الواضح أنّ اتّفاقهم على العدالة رهن اتّفاقهم على تعريفٍ محدّدٍ وجامعٍ لمفهوم الصحابي.

الصحبة وملاكات الاختلاف
لا شكّ أنّ للصحبة تأثيراً في النفوس من غير فرقٍ بين كون المصاحَب مصاحَب سوء أو غيره، فلذلك نرى أنّ المجرم يوم القيامة يتمنّى عدم اتخاذ فلانٍ صديقاً، يقول سبحانه حاكياً عنه: {يا وَيْلَتى لَيْتَني لَمْ أَتّخذ فُلاناً خَليلاً}(الفرقان:28)، ويقول أيضاً حاكياً عن الخلّة والصحبة: {الأَخلاّءُ يَومئِذ بَعْضُهُمْ لِبَعْض عَدوٌّ إِلاّ الْمُتَّقين}(الزخرف:67)، فإذا كان لصحبة السوء تأثيرٌ في تكوين شخصية الإنسان، فلصحبة الأخيار تأثيرٌ في النفوس القابلة المستعدة، فربما ترفعه إلى منزلةٍ عاليةٍ، وهذا شيءٌ يلمسه كلّ إنسانٍ في واقعه العملي.

لا شكّ أنّ لصحبة الأخيار أثراً تربوياً، ولكن مدى تأثيرها يختلف حسب اختلاف عناصرَ ثلاثة، هي:
1. السن.
2. الاستعداد.
3. مقدار الصحبة.
أمّا الأوّل فلا شكّ أنّ الإنسان الواقع في إطار التربية إذا كان إنساناً يافعاً أو شاباً في عنفوان السن يكون قلبه وروحه كالأرض الخالية تنبت ما أُلقي فيها، فربما تُكوّن الصحبةُ شخصيةً كاملةً تعدّ مثلاً للفضل والفضيلة، وهذا بخلاف ما إذا كان طاعناً في السن، واكتملت شخصيّته الروحية والفكرية، فإنّ النفوذ في النفوس المكتملة الشخصية والتأثير عليها والثورة على أفكارها وروحياتها واتجاهاتها أمرٌ صعبٌ، فيكون تأثير الصحبة أقلّ بمراتبَ من الطائفة الأُولى.

وأمّا الثاني فهو أمرٌ لا يحتاج إلى البيان، فكما أنّ البشر يختلفون في تقبّل العلم، فهكذا هم يختلفون في مقدار قبول الهداية الإلهية.

وأمّا الثالث فقد كانوا مختلفين فيه، فبعضهم صحب النبي(صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) من بدء البعثة إلى لحظة الرحلة، وبعضهم أسلم بعد البعثة وقبل الهجرة، وكثيرٌ منهم أسلموا بعد الهجرة، وربما أدركوا من الصحبة سنةً أو شهراً أو أيّاماً أو ساعة فهل يصحّ أن نقول: أنّ صحبة ما، قلعت ما في نفوسهم جميعاً من جذور غير صالحةٍ وملكاتٍ رديةٍ، وكوّنت منهم شخصيات ممتازة أعلى وأجل من أن يقعوا في إطار التعديل والجرح. وهذه العوامل تؤيد الاتجاه الثاني.

إنّ صحبة الصحابة لم تكن أشدَّ ولا أقوى ولا أطولَ من صحبة امرأة نوح وامرأة لوط، فقد صحبتا زوجيهما الكريمين، ولبثتا معهما ليلاً ونهاراً ولكن هذه الصحبة ـ للأسف ـ ما أغنت عنهما من اللّه شيئاً، قال سبحانه:{ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً لِلّذِينَ كَفَرُوا امرأةَ نُوح وَامرأةَ لُوط كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنيا عَنْهُما مِنَ اللّهِ شَيئاً وَقِيلَ ادْخُلا النّار مَعَ الدّاخِلين}( التحريم:10}.
إنّ التشرّف بصحبة النبي لم يكن أكثر امتيازاً وتأثيراً من التشرّف بزوجيّة النبي، وقد قال سبحانه في شأنها :{يا نِساءَ النَّبيّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَة مُبَيّنة يُضاعَفْ لَها العَذابُ ضِعْفَين وَكانَ ذلِكَ عَلى اللّهِ يَسيراً}( الأحزاب30}.

وأنت ترى الكتاب العزيز يندّد بنساء النبي(صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)؛ لأجل كشف سره ويعاتبهنّ في ذلك. يقول سبحانه: {وَإِذ أسرّ النبيّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حديثاً فَلَما نَبّأت بِهِ وَأَظهرهُ اللّه عَليهِ عَرّف بعضه وَأعرض عَنْ بَعض فَلَما نبّأها به قالَتْ مَنْ أنْبأك هذا قال نبّأني العَليمُ الخبيرُ * إِنْ تَتُوبا إِلى اللّه فقَدْ صَغَتْ قُلُوبكُما وَإِن تَظاهرا عليه فَإِنّ اللّه هُوَ مَولاهُ وَجِبريلُ وَصالحُ المُؤْمنين والْمَلائكةُ بَعْد ذلك ظهير * عسى ربُّهُ إِنْ طلَّقكنَّ أن يُبْدله أزواجاً خيراً منكنّ مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكاراً}( التحريم:3 - 5}

كلّ ذلك ينبئ عن أنّ الصحبة ليست علّةً تامةً لتحويل المصاحب إلى إنسانٍ عادلٍ صالحٍ خائفٍ من اللّه، ناءٍ عن اقتراف السيّئات حقيرةً كانت أو كبيرةً، بل هي مقتضيةٌ لصلاح الإنسان إذا كان فيه قابليةٌ للاستضاءة، وعزمٌ للاستفاضة.
ومعنى هذا أنّ للصحبة تأثيراً متفاوتاً وليست على وتيرةٍ واحدةٍ.

الصحبة ونفي البعد الإعجازي لها
إنّ دعوة الأنبياء ـ لاسيّما دعوة رسول اللّه(صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ـ ابتُنيت على أُسسٍ رائجةٍ في ميادين الدعوة، فكانوا يدعون بالقول، والعمل، والتبشير، والتنذير، ومثل هذا النوع من الدعوة يؤثّر في طائفةٍ دون طائفةٍ، كما أنّه عند التأثير يختلف تأثيره عند من يلبّي دعوته، ولم تكن دعوته دعوةً إعجازيّةً خارجةً عن قوانين الطبيعة، فالرسول(صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) لم يقم بتربية الناس وتعليمهم عن طريق الإعجاز، بل قام بإرشاد الناس ودعوتهم إلى الحق مستعيناً بالأساليب التربوية المتاحة والإمكانيّات المتوفّرة، والدعوة القائمة على هذا الأساس يختلف أثرها في النفوس حسب اختلاف استعدادها وقابلياتها، ولم يكن تأثير الصحبة في تكوين الشخصيّة الإسلاميّة كمادةٍ كيمياويّةٍ تُستعمل في تحويل عنصرٍ كالنحاس إلى عنصرٍ آخرٍ كالذهب حتّى تصنع الصحبةُ الجيلَ الكبير الذي يناهز مائة ألف، أُمّةً عادلةً مثاليّةً تكون قدوةً وأُسوةً للأجيال المستقبلة، فإنّ هذا ممّا لا يقبله العقل السليم.
فبالنظر إلى ما ذكرنا نخرج بالنتيجة التالية:

إنّ الأُصول التربويّة تقضي بأنّ بعض الصحابة يمكن أن يصل في قوة الإيمان ورسوخ العقيدة إلى درجاتٍ عاليةٍ، كما يمكن أن يصل بعضهم في الكمال والفضيلة إلى درجاتٍ متوسطةٍ، ومن الممكن أن لا يتأثّر بعضهم بالصحبة وسائر العوامل المؤثرة إلاّ شيئاً طفيفاً لا يجعله في صفوف العدول وزمرة الصالحين.

الصحابة أبصر بحالهم من غيرهم
إنّ من سبر تاريخ الصحابة بعد رحيل رسول اللّه(صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، يجد فيه صفحات مليئةً بألوان الصراع والنزاع بينهم، حافلةً بتبادل التّهم والشتائم، بل تجاوز الأمر بهم إلى التقاتل وسفك الدماء، فكم من بدري وأُحدي انتُهكت حرمته، وصُبّ عليه العذاب صبّاً، أو أُريق دمه بيد صحابي آخر.

وهذا ممّا لا يختلف فيه اثنان، بيد أنّ الذي ينبغي التنبيه عليه، هو أنّ كلاً من المتصارعين، كان يعتقد أنّ خصمه متنكّبٌ عن جادة الصواب، وأنّه مستحقٌّ للعقاب أو القتل، وهذا الاعتقاد، حتّى وإن كان نابعاً عن اجتهاد، فإنّه يكشف عن أنّ كلاً من الفئتين المختلفتين لم تكن تعتقد بعدالة الفئة الأُخرى.
فإذا كان الصحابي يعتقد أنّ خصمه عادلٌ عن الحق ومجانبٌ لشريعة اللّه ورسوله، وهو على أساس ذلك يبيح سلّ السيف عليه وقتله، فكيف يجوز لنا نحن أن نحكم بعدالتهم ونزاهتهم جميعاً، وأن نضفي عليهم ثوب القدسيّة على حدٍّ سواء؟! ونُبرّأهم من كل زيغٍ وانحرافٍ؟
أو ليس الإنسان أعرف بحاله وأبصر بروحيّاته؟
أو ليس الصحابة أعرف منّا بنوازع أنفسهم، وبنفسيّات أبناء جيلهم؟
هذا وراء ما دار بينهم كلماتٌ تكشف عن اعتقاد بعضهم في حق بعض، فالاتّهام بالكذب والنفاق، والشتم، والسب كان من أيسر الأُمور المتداولة بينهم، فهذا هو سعد بن عبادة سيّد الخزرج، يخاطب سعد بن معاذ، وهو سيد الأوس وينسبه إلى الكذب كما حكاه البخاري في صحيحه .
وليست هذه القضية فريدة في بابها فلها عشرات النظائر في الصحاح والمسانيد وفي غضون التاريخ. وإنّما ذكرته ليكون كنموذجٍ لما لم أذكر.
أو ليس من العجب العجاب أنّ الصحابي يصف صحابياً آخر ـ في محضر النبي ـ بالكذب، والآخر يصف خصمه بالنفاق، وكلا الرجلين من جبهة الأنصار وسنامهم؟! ولكن الذين جاءوا بعدهم يصفونهم بالعدل والتقوى، والزهـد والتجافي عن الدنيا، وهل سمعت ظئراً أرحم بالطفل من أُمّه.

ما هي الغاية من نقد آراء الصحابة وأفعالهم؟
قد أثبتت البحوث السابقة أنّ الصحابة من جنس البشر وليسوا من جنس الملائكة المعصومين الذين {لا يَعْصُونَ اللّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ}( التحريم:6)، فهم كالتابعين وتابعي التابعين في كلّ ما يجوز ومالا يجوز، فتحريم البحث عن حياتهم ونقد آرائهم وأفعالهم، تخصيصٌ بلا جهةٍ.

وقد تذرّعوا في تحريم نقدهم «بأنّ الصحابة هم المصدر لأخذ الدين، والمسلمون متطفّلون على موائدهم حيث أخذوا عنهم دينهم، فنقد آرائهم وأفعالهم ينتهي إلى تقويض دعائم الدين» ولكن هذا التذرّع لا يثبت أمام الآيات الصريحة، والأحاديث النبويّة، والتاريخ الصحيح الواردة في نقد آراء الصحابة وأفعالهم.

أضف إلى ذلك: أنّ المسلمين كما أخذوا دينهم عن الصحابة أخذوا عن التابعين أيضاً، فلو ثبت ما تذرّعوا به لسرى التحريم إلى التابعين أيضاً، وقد اتّفق المسلمون على خلافه في مورد التابعين.
إنّ البحث حول الصحابة لا يؤول إلى انهيار الدين وتصدّع الشريعة، مادام يعيش بين ظهرانيهم علماءٌ ربّانيّون هم أُسوةٌ في الحياة، أُمناءٌ على الدين والدنيا، فلا يضرّ جرح طائفةٍ أو فئةٍ خاصةٍ بثبات الدين وقوامه.

هل الصحابة الكرام فوق الأنبياء؟
إنّ من سبر كتب الحديث والتفسير يجد أنّ السلف الصالح ينسبون إلى الأنبياء قصصاً خرافيّةً، ويلهجون بأكاذيبَ شنيعةٍ بلا اكتراثٍ ولا تكذيبٍ، ولكنّهم يتورّعون عن دراسة حياة الصحابي، ونقد أفعاله، وآرائه، وأقواله، وربّما يتّهمون الناقل بالزندقة وإبطال شهود المسلمين، فما هذا التبعيض؟! فهل يحظى الصحابة بالتكريم أكثر ممّا يحظى به الأنبياء؟! وهل هم فوق رجال السماء في النزاهة وكرامة النفس؟!

مظاهر الغلو في الصحابة:
إنّ كثيراً من أهل السنّة غالوا في حقّ الصحابة وتجاوزوا الحد، خضوعاً للعاطفة، وإغماضاً عمّا ورد في حقّهم في الكتاب العزيز، والسنّة النبويّة، والتاريخ الصحيح، فألبسوهم جميعاً لباس العدالة، بل العصمة من غير وعي، فصاروا مصادر للدين، أُصوله وفروعه، دون أن يقعوا في إطار الجرح والتعديل، من غير فرقٍ بين من آمن قبل بيعة الرضوان وبعدها، ومن آمن قبل الفتح أو بعده، ومن غير فرقٍ بين الطلقاء وأبنائهم، والأعراب، مع تفريق الكتاب العزيز بينهم في الإيمان والإخلاص، فالكلّ في نظرهم من أوّلهم إلى آخرهم عدولٌ، لا يخطئون ولا يسهون، ولا يعصون. وليس هذا إلاّ نوعاً من الغلو لم يعهد في أُمّةٍ عبر التاريخ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف: ص 491 - 513 (بتصرف).



2298 مشاهدة | 16-07-2012
جامعة المصطفى (ص) العالمية -فرع لبنان- ترحب بكم

مناقشة رسالة للطالبة آمنة فرحات

أشكال السنن وصِيَغها في القرآن الكريم

العدد 54-55 من مجلَّة الحياة الطيّبة

ندوة كاتب وكتاب: الله والكون برواية الفيزياء الحديثة

ندوة كاتب وكتاب: التاريخ السياسي والاجتماعي لشيعة لبنان

لقاء مع المربي العلامة الشيخ حبيب الكاظمي

زيارة للمجلس العلوي في منطقة جبل محسن

ورشة تقنيات قراءة في كتاب

ورشة تقنيات تدوين رؤوس الأقلام

ورشة أسس اختيار الموضوع ومعايير صياغة عنوان الرسالة

زيارة إلى ممثّليّة جامعة المصطفى (ص) في سوريا

زيارة إلى حوزة الإمام المنتظر (عج) في بعلبك

ندوة علميّة الذكاء الاصطناعي.. التقنيّات والتحدّيات

عزاء عن روح الشهيد جعفر سرحال

حفل توقيع في جناح جامعة المصطفى (ص) العالميّة

دورة في مخارج الحروف العربيّة

دورة إعداد خطيبة منبر حسيني

احتفال في ذكرى المولد الشريف

لقاء مع المستشار الثقافي لسفارة الجمهوريّة الإسلاميّة

وفد من حوزة الإمام الخميني (قده) يزور الجامعة

دعوة للمشاركة في مؤتمر الإمام الحسين (ع) والنهضة الفكريّة

صباحيّة قرآنيّة في حوزة السّيدة الزهراء (ع)

لقاء تعريفي مع طلاب حوزة أهل البيت (عليهم السلام)

زيارة المقامات الدينيّة وحوزة الامام الخميني (قده) في سوريا

دعوة للمشاركة في مؤتمر الإمام الحسين (ع) والنهضة الفكريّة

حفل تكريم سفير الجمهوريّة الإسلاميّة في لبنان

جلسة للجنة الفلسفة والكلام

مسابقة في حفظ أربعين حكمة للإمام علي (عليه السلام )

مناقشة بحث: الاجتهاد الفقهي بين روح الشريعة والمنهج المقاصدي.

المنهج التفسيري عند الإمام الخميني (قده)

الملتقى العلميّ السنوي الثاني للحوزات العلميَّة في لبنان

مناقشة بحث: أثر الزمان والمكان على موضوعات الأحكام

المسابقة العلميّة الثانية بين طلاب الحوزات العلميّة

صدور العدد (47) من مجلة الحياة الطيّبة