الجمعة 29 آذار 2024 الموافق لـ 19 رمضان 1445هـ

» إضـــــاءات قــــرآنــية

فضيلة الصِّدق



عَنْ أَبِي كَهْمَسٍ، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّه عليه السلام: عَبْدُ اللَّه بْنُ أَبِي يَعْفُورٍ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، قَالَ: عَلَيْكَ وعَلَيْه السَّلَامُ، إِذَا أَتَيْتَ عَبْدَ اللَّه فَأَقْرِئْه السَّلَامَ، وقُلْ لَه: إِنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ لَكَ: انْظُرْ مَا بَلَغَ بِه عَلِيٌّ عِنْدَ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فَالْزَمْه، فَإِنَّ عَلِيّاً إِنَّمَا بَلَغَ مَا بَلَغَ بِه عِنْدَ رَسُولِ اللَّه بِصِدْقِ الْحَدِيثِ وأَدَاءِ الأَمَانَةِ1.

أوّلاً: فضيلة الصدق في الروايات
إنّ الصدق من أجَلِّ الأخلاق وأعظمها، وهو منبع كثير من الفضائل الخُلقيّة، وقد أمر الله المؤمنين بالصدق في جميع أحوالهم، جاء فِي وَصيَّةِ النَّبِيِّ لِعَليٍّ أنْ قالَ: "يَا عَلِيُّ، أوصيكَ في نَفْسِكَ بِخِصالٍ فَاحْفَظْهَا عَنِّي، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ، أَعِنْهُ! أمَّا الأَولى فَالصِّدْقُ، وَلاَ يَخْرُجَنَّ مِنْ فيكَ كِذْبةٌ أبَداً..."2.

أوّلاً: يُستفاد من تقديم رسول الله لهذه الوصيّة على الوصايا الأخرى، أنّ هذه الوصيّة أهمّ من الوصايا الأخرى كافّة، وهي صفة أساسيّة بالنسبة للمؤمن.

ثانياً: قد وردت روايات كثيرة في أهمّيّة الصدق، نذكر منها:
عن أبي عبد الله، قال: "كـُونُوا دُعاةً لِلنّاسِ بِالخَيْرِ بِغَيْرِ ألْسِنَتِكُمْ، لِيَرَوْا مِنْكُمُ الاجْتِهَادَ وَالصِّدْقَ وَالوَرَعَ"3.

عن رسول الله، قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ: "إِنَّ أَقْرَبَكُمْ مِنّي غداً وَأوْجَبَكُمْ علَّي شَفَاعَةً، أصْدَقُكُمْ لِسَاناً، وأدَّاكم لِلأمَانةِ، وَأحْسَنَكُمْ خُلُقاً، وَأقْرَبُكُمْ مِنَ النَّاسِ"4.

ثالثاً: إنّ الكذب من أخطر الصفات التي يجب على المؤمن أن يبتعد عنها، فإذا كان الصدق في قمّة الفضائل فإنّ الكذب في قمّة الرذائل.

عن الإمام الباقر: "إنَّ اللهَ عزّ وجلّ جَعَلَ لِلشَّرِّ أقفالاً، وَجَعَل مَفاتيحَ تِلْكَ الأقْفالِ الشَّرابَ، وَالكِذْبُ أشَرُّ مِنَ الشَّرَابِ"5.

وعنه أيضاً، قالَ: "الكِذْبُ هُوَ خَرَابُ الإيمان"6.

وعن الإمام الرضا، قال: "سُئِلَ رَسُولُ الله: يَكُونُ المؤمِنُ جَبَاناً؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: وَيَكُونُ بَخيلاً؟ قالَ: نَعَمْ، قِيلَ: ويَكُونُ كَذَّاباً؟ قال: لا"7.

ثانياً: فضيلة الصدق في القرآن الكريم
الصدق من أعظم الأخلاق التي طرحها القرآن على الإطلاق، فهذا الخُلق العظيم الذي قلّ أن يتّصف به إنسان إلّا وقد حسُنتْ أخلاقُه، فهو من الصفات التي تقوم عليها كثيرٌ من الأخلاق، كما أشرنا إليه.

وقد تحدَّث القرآنُ العظيم عن موضوع الصدق بأساليبَ عدّة، وعالجه من جوانبَ شتّى، وما ذلك إلّا لأهمّيّته. وبتتبّع آيات القرآن الواردة في هذا الموضوع، نستخلص مجموعةً من المسائل، أذكر منها الآتي:

1- الصدق من صفات الله:
قال تعالى: ﴿قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾8, وقال: ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً﴾9, وقال: ﴿اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا﴾10, وغير ذلك من الآيات.

2- الصدق من صفات الرسل:
من أعظم صفات الرسل الصدقُ، قال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا﴾11, وقال: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا﴾12, وقال: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا * وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا﴾13, وقال: ﴿يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ﴾14.

3- الصدق من صفات عباد الله المؤمنين:
وصَف الله تعالى عباده المؤمنين بصفات عديدة، وخِصالٍ حميدة، مِن أعظمِها صفة الصدق، قال تعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا * لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾15, وقال: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾16.

4- الصدق جامع كلِّ صفات البِرّ:
قال تعالى: ﴿لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾17, وقوله: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا﴾ فقد أطلق الصدق ولم يُقيّده بشيءٍ من أعمال القلب والجوارح، فهم مؤمنون حقّاً، صادقون في إيمانهم. وهو وصف جامع لجمل فضائل العلم والعمل، فإنّ الصدق خُلق يصاحب جميع الأخلاق، من العفّة والشجاعة والحكمة والعدالة وفروعها. فإنّ الإنسان ليس له إلّا الاعتقاد والقول والعمل، وإذا صدق تطابقت الثلاثة، فلا يفعل إلّا ما يقول ولا يقول إلّا ما يعتقد. والإنسان مفطور على قَبول الحقّ والخضوع له باطناً، وإن أظهر خلافه ظاهراً، فإذا أذعن بالحقّ وصدق فيه، قال ما يعتقده، وفعل ما يقوله، وعند ذلك تمّ له الإيمان الخالص والخلق الفاضل والعمل الصالح18.

5- تقسيمُ القرآن الناسَ إلى صادق ومنافق:
قال تعالى: ﴿لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾19, فدلّتِ الآيةُ على أنَّ الناس صنفان: صادقون ومنافقون. والإيمان أساسه الصدقُ، والنفاق أساسه الكذبُ، فلا يجتمع كذبٌ وإيمان إلّا وأحدُهما محارِبٌ للآخر.

والمراد بالصادقين في القرآن: هم الذين أثبتوا صدقهم وإخلاصهم في ميادين حماية دين الله، والجهاد، والثبات والصمود أمام المشاكل، وبذل الأرواح والأموال، كما تقدّم في سورة الحجرات.

6- عِظَم جزاء أهل الصدق:
لقد وعَد الله الصادقين بأعظم الجزاء، وأفضل الثواب، وما ذلك إلّا لعِظَم هذه الخَصلة التي تحلَّوْا بها، والصفة التي اتّصَفوا بها، بل إنّ اللهَ جعَل مرتبة الصِّديقين بعد مرتبة النبيّين، وجعَلهم من المنعَم عليهم، الذين وعَد اللهُ أهلَ طاعتِه وطاعةِ رسوله، أي أهل الولاية، برفقتِهم في الجنّة، قال تعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾20.

تقسّم الآية الذين أنعم الله عليهم إلى أربعة مجاميع: الأنبياء، والصِّدّيقين، والشهداء، والصالحين.

لعلّ ذكر هذه المجاميع الأربعة، إشارة إلى المراحل الأربع لبناء المجتمع الإنسانيّ السالم، المتطوّر، المؤمن.

المرحلة الأولى: مرحلة نهوض الأنبياء بدعوتهم الإلهيّة.

المرحلة الثانية: مرحلة نشاط الصِّدّيقين، الذين تنسجم أقوالهم مع أفعالهم، لنشر الدعوة.

المرحلة الثالثة: مرحلة الجهاد والشهادة بوجه العناصر المضادّة الخبيثة في المجتمع.

المرحلة الرابعة: هي مرحلة ظهور "الصالحين" في مجتمع طاهر ينعم بالقيم والمُثل الإنسانيّة، باعتباره نتيجة للمساعي والجهود المبذولة.

والمؤمنون يوميّاً، في سورة الحمد، يطلبون من الله، صباحاً ومساءً، أنّ يجعلهم في خطّ هذه المجاميع الأربعة: خطّ الأنبياء، وخطّ الصدّيقين، وخطّ الشهداء، وخطّ الصالحين. ومن الواضح أنّ علينا أن ننهض، في كلّ مرحلة زمنيّة، بمسؤوليّتنا، ونؤدّي رسالتنا21.

وتبيّن الآية الكريمة من سورة النساء الذين أنعم الله عليهم، إذْ يقول تعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾22.

والآية - كما هو واضح - تُقسِّم الذين أنعم الله عليهم إلى أربعة مجاميع: الأنبياء، والصِّدّيقين، والشهداء، والصالحين.

كما ذكرنا...، ومن الواضح أنّ علينا أن ننهض في كلّ مرحلة زمنيّة بمسؤوليّتنا23.


هوامش
1- الشيخ الكليني، الكافي، مصدر سابق، ج2، ص104، باب الصدق وأداء الأمانة، ح5.
2- الشيخ الكليني، الكافي، مصدر سابق، ج8، ص 79، وَصِيَّةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، ح33.
3- م.ن، ج2، ص 105، باب الصدق وأداء الأمانة، ح10.
4- الشيخ الصدوق، محمّد بن بابويه: الأمالي، ص 598، تحقيق: قسم الدراسات الإسلاميّة، مؤسّسة البعثة، قمّ، الناشر: مركز الطباعة والنشر في مؤسّسة البعثة، 1417ه، ط1.
5- الشيخ الكليني، الكافي، مصدر سابق، ج2، ص 339، باب الكذب،ح3.
6- م.ن، ح4.
7- العامليّ، الحرّ: وسائل الشيعة آل البيت-، ج12، ص246، تحقيق: مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث، قمّ، مهر، 1404ه، ط2، باب تحريم الكذب،ح11.
8- سورة آل عمران، الآية 95.
9- سورة النساء، الآية 122.
10- سورة النساء، الآية 87.
11- سورة مريم، الآية 41.
12- سورة مريم، الآية 54.
13- سورة مريم، الآيتان 56 – 57.
14- سورة يوسف، الآية 46.
15- سورة الأحزاب، الآيتان 23 – 24.
16- سورة الحجرات، الآية 15.
17- سورة البقرة، الآية 177.
18- الطباطبائيّ، محمّد حسين: تفسير الميزان، ج1، ص 430، الناشر: مؤسّسة النشر الإسلاميّ التابعة لجماعة المدرّسين بقمّ المشرّفة.
19- سورة الأحزاب، الآية 24.
20- سورة النساء، الآية 69.
21- الشيرازي، ناصر مكارم: الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج1، ص 59.
22- سورة النساء، الآية 69.
23- الشيرازي، ناصر مكارم: الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، مصدر سابق، ج1، ص 59.
1558 مشاهدة | 12-07-2018
جامعة المصطفى (ص) العالمية -فرع لبنان- ترحب بكم

مناقشة رسالة للطالبة آمنة فرحات

أشكال السنن وصِيَغها في القرآن الكريم

العدد 54-55 من مجلَّة الحياة الطيّبة

ندوة كاتب وكتاب: الله والكون برواية الفيزياء الحديثة

ندوة كاتب وكتاب: التاريخ السياسي والاجتماعي لشيعة لبنان

زيارة للمجلس العلوي في منطقة جبل محسن

ورشة تقنيات قراءة في كتاب

ورشة تقنيات تدوين رؤوس الأقلام

ورشة أسس اختيار الموضوع ومعايير صياغة عنوان الرسالة

زيارة إلى ممثّليّة جامعة المصطفى (ص) في سوريا

زيارة إلى حوزة الإمام المنتظر (عج) في بعلبك

ندوة علميّة الذكاء الاصطناعي.. التقنيّات والتحدّيات

عزاء عن روح الشهيد جعفر سرحال

حفل توقيع في جناح جامعة المصطفى (ص) العالميّة

دورة في مخارج الحروف العربيّة

دورة إعداد خطيبة منبر حسيني

احتفال في ذكرى المولد الشريف

لقاء مع المستشار الثقافي لسفارة الجمهوريّة الإسلاميّة

وفد من حوزة الإمام الخميني (قده) يزور الجامعة

دعوة للمشاركة في مؤتمر الإمام الحسين (ع) والنهضة الفكريّة

صباحيّة قرآنيّة في حوزة السّيدة الزهراء (ع)

لقاء تعريفي مع طلاب حوزة أهل البيت (عليهم السلام)

زيارة المقامات الدينيّة وحوزة الامام الخميني (قده) في سوريا

دعوة للمشاركة في مؤتمر الإمام الحسين (ع) والنهضة الفكريّة

حفل تكريم سفير الجمهوريّة الإسلاميّة في لبنان

جلسة للجنة الفلسفة والكلام

مسابقة في حفظ أربعين حكمة للإمام علي (عليه السلام )

مناقشة بحث: الاجتهاد الفقهي بين روح الشريعة والمنهج المقاصدي.

المنهج التفسيري عند الإمام الخميني (قده)

الملتقى العلميّ السنوي الثاني للحوزات العلميَّة في لبنان

مناقشة بحث: أثر الزمان والمكان على موضوعات الأحكام

المسابقة العلميّة الثانية بين طلاب الحوزات العلميّة

صدور العدد (47) من مجلة الحياة الطيّبة